إلى الملك الظاهر. فخرج إليها، ونازلها، وأخذ عليها النقوب، واستنزلهم منها، وصفح عن جرمهم، وأجرى لهم المعيشة السنية، وتقدم عنده منهم: سيف الدين علي بن قلج.

من نتائج موت العزيز بمصر

ومات الملك العزيز بمصر، واختلف أمراؤها، فمال الأسدية إلى الملك الأفضل. والناصرية إلى الملك العادل.

وانقاد الناصرية على نيات غير موافقة، واستدعوا الملك الأفضل، فسار من صرخد إلى مصر ودخلها. وتلقاه إخوته على مرحلتين منها، واستوثقوا منه بالأيمان، على أن يكون كافلاً للملك المنصور محمد ابن الملك العزيز ومربياً له.

وخرج الجحاف، وجهاركس، إلى ميمون، إلى القدس، فقيد الملك الأفضل أخاه الملك المؤيد وجماعة من الأمراء كاتبوا الملك العادل، وأرسل الملك الظاهر وزيره نظام الدين أبا المؤيد محمد بن الحسين، إلى أخيه الملك الأفضل، مهنئاً له بولاية مصر، فأقام عنده مدة، والرسل تترد إليه من الملك الظاهر في الاتفاق على الملك.

وكان الملك العادل، إذ ذاك محاصراً ماردين، وقد أشرف على أخذها، فسار الملك الأفضل إلى دمشق، وخرج الملك الظاهر إلى حارم، لغدر وقع من الفرنج بناحية العمق، أغاروا على التركمان، في تلك الناحية. وسير بعض العسكر إلى خناصرة ليقطع الطريق على الملك العادل إن توجه إلى دمشق.

وصالح الملك الظاهر الفرنج ورحل إلى مرج قراحصار في سلخ رجب من سنة خمس وتسعين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015