وصلاح الدين على ما كان عليه من الطاعة في الظاهر لنور الدين إلى أن اتفق أن مرض نور الدين بعلة الخوانيق بدمشق، وتوفي بها يوم الأربعاء حادي عشر شوال من سنة تسع وستين وخمسمائة، وكان قد شرع في التأهب للدخول إلى الديار المصرية وختن ولده الملك الصالح اسماعيل بدمشق، في خامس شوال، وأخرج صدقات كثيرة وكسوات للأيتام الدين ختنهم معه.

واتسع ملكه بحيث خطب له بالحرمين الشريفين وبلاد اليمن التي افتتحهما شمس الملوك، وانعمر بلد حلب في زمانه لعدله وحسن سيرته حتى لم تبق مزرعة في جبل ولا واد إلا وفيها سكان ولها مغل.

وصار على ظاهر حلب من العمارة والمساكن أكثر من المدينة، مثل الحاضر السليماني، وخارج باب الأربعين، وغير ذلك من الأبواب جميعها.

وارتفعت الأسعار مع كثرة المغلات لكثرة العالم، حتى كانت الأسعار في السنة التي مات فيها بعد ذلك الرخص في السنة التي مات فيها والده: الحنطة مكوك ونصف بدينار، والشعير مكوكان ونصف بدينار، والعدس مكوك ونصف بدينار، والجلبان كذلك، والقطن ستة أرطال جوز بدينار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015