ليلحق بالسلطان ألب أرسلان، واتصلت غارات الروم على الشام، فاستنجد محمود " بقر لو التركي " ومن معه من الأمراء بفلسطين، وهم: ابن أخي الملك ابن خان، وأتسز بن أوق وإخوته. وكانوا أول من طلع من الترك إلى بلاد فلسطين، وفتحوها، وأقاموا بها فنزلوا إلى محمود متجدين له، وأقاموا إلى أن تفرق عسكر الروم.

ودخل عطية عم محمود إلى قسطنطينية، فسقط من سطح كان نائماً

عليه وهو سكران، فمات سنة أربع وستين، وسار محمود إلى الرحبة فأخذها، وحمل إلى حلب ودفن بها غربي باب الجنان، في مشهد أمه طرود قبلي بستان النقرة، وصلى عليه ابن أخيه محمود. ثم عاد الأتراك بعد أن حمل إليهم محمود مالاً وخيلاً.

الوزير أبو بشر

وفي سنة أربع وستين وأربعمائة، تغيرت أخلاق محمود بعد رحيل السلطان، وتنكر لأصحابه، وتغير على وزيره أبي بشر النصراني، وكان هو الذي ساعده بماله حتى ملك حلب، واستجذب العرب إليه، وكان القائد أبو الحسن بن أبي الثريا الذي كان وزير عطية قد سعى به ليلي وزارة محمود، وطالبه بمال جليل.

وكان محمود قد رغب في جمع المال، وغلب عليه حب الدنيا فذكر له أبو بشر أنه عاجز عن أداء ما طولب به، وأنه مما لا تصل يده إليه ولا إلى بعضه. فأمر محمود بقتل ولد كان لأبي بشر وبقتل أخيه، فقتلا وقطع رأساهما، وعلقا في عنقه، فسمع أبو بشر وهو يقول:

ويح دهري ما أمره ... ما وفي خير بشره

وحلف أبو بشر أنه بعد ما فعله بابنه وأخيه لا يظهر له شيئاً من ماله. وقال: كل من عنده شيء مودع فهو في حل منه وسعة.

وندم محمود على ما فعل، وأراد الرجوع له، وأرسل إليه شافع بن الصولي أن يقرر عليه شيئاً ويطلقه فامتنع.

واتفق أن محموداً اصطبح، وقدم إليه طعام بعد سكره، فأنفذ منه لأبي بشر مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015