" اصدقني عما كنت عازماً عليه لو ظفزت بي " فقال: لاكنت أجعلك مع الكلاب في ساجور.
فقال السلطان: ما الذي توثر أن يفعل بك. فقال: " انظر عاقبة فساد نيتي واختر لنفسك "، فرق له قلب السلطان، فمن عليه، وأطلقه، وأكرمه، وخلع عليه بعد أن شرط عليه أن لا يتعرض بشيء من بلاد الإسلام، وأن يطلق أسرى المسلمين كلهم، وسيره إلى بلاده، وسير معه قطعة من العساكر توصله.
فلفا انصرف ديوجانس إلى قسطنطينية خلعوه من الملك، ولم يتم له ما أراد. وقيل: إنه كحل، ومات بعد مدة. ولم ينقل إنه أسر للروم ملك في الإسلام قبل هذا.
وأما محمود بن نصر بن صالح فإنه سار بعسكره بعد رحيل السلطان عن حلب، ومعه بنو كلاب والسليماني، في شعبان من هذه السنة، فنزلوا بالقرب من بعلبك قاصدين دمشق وبلادها وبها يومئذ ابن منزو الكتامي، حسب ما تقدم السطان إليه، وأقام محمود ليتبين ما يفعل.
وكان عمه عطية بن صالح قد صار مع الروم مستنجداً بهم على ابن أخيه محمود، وبعد أن قصد المصريين فلم يحصل على شيء منهم. فخرج عطية مع النحت دوقس أنطاكية وعسكر الروم، فهجموا معه معرة مصرين وأحرقوا بعضها، وقتلوا من قدروا عليه.
وبلغ الخبر محموداً وهو في أرض بعلبك فعاد إلى حلب، وسار السليماني