( [وَلكنه حشر وَنشر وجنة ونار ... وَمَا لَا يسْتَقلّ بِهِ القَوْل] )
يَا مشتغلا بداره ورم جِدَاره، عَن إسراعه إِلَى النجَاة وَبِدَارِهِ، يَا من صَاح بإنذاره شيب عذاره، يَا من صرف عَن اعتذاره باقذايه وأقتراره، يَا من قطعه بعد مزاره، وَثقل أوزاره. يَا مُتَعَلقا ينْتَظر هموم حزاره، يَا مختلسا للأمانة يرتقب مفتش مَا تَحت إزَاره، يَا من أمعن فِي خمر الْهوى، خف من إسكاره، يَا من خَالف مولى رقّه، توق من إِنْكَاره، يَا كلفا بعارية ترد يَا مفتونا بِأَنْفَاسِ تعد، يَا معولا على الْإِقَامَة والرحال تشد، كأنني بك وَقد أوثق الشد، وألصق بالوسادة الخد، وَالرجل تقبض وَالْأُخْرَى تمد، وَاللِّسَان يَقُول يَا ليتنا نرد:
(إِنَّا إِلَى الله وَإِنَّا لَهُ ... مَا أشغل الْإِنْسَان عَن شَأْنه)
(يرتاح للأثواب يزهى بهَا ... وَالْخَيْط مغزول لأكفانه)
(ويخزن الْفلس لوراثه ... مستنفدا مبلغ إِمْكَانه)
(قوض عَن الفاني رحال أَمْرِي ... مد إِلَيْهِ كف عرفانه)
(مَا تمّ إِلَّا موقف رَاهن ... قد وكل الْعدْل بميزاته)
(مفرط يشقى بتفريطه ... ومحسن يَجْزِي بإحسانه)
يَا هَذَا خَفِي عَلَيْك فرض اعتقادك، فَالْتبسَ الشَّحْم بالورم. جهلت قيم الْمَعَادِن فَبِعْت الشّبَه بِالذَّهَب، فسد حسن ذوقك، فتفكهت بحنظله، أَيْن حرصك من أَجلك، أَيْن قَوْلك من عَمَلك، يدركك الحيا من الطِّفْل، فتتحامى حمى الْفَاحِشَة فِي الْبَيْت بِسَبَبِهِ ثمَّ تواقعها بِعَين خَالق الْعين، ومقدر الكيف والأين تالله مَا فعل فعلك بمعبوده من قطع بِوُجُودِهِ {" مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة ... الْآيَة "} ، تعود عَلَيْك مساعي الْجَوَارِح الَّتِي سخرها لَك بالقناطير المقنطرة من الذَّهَب وَالْفِضَّة، فتبخل مِنْهَا فِي سَبيله بفلس، وَأحد الْأَمريْنِ لَازم، إِمَّا التَّكْذِيب