ركاكة عقله. وَوَاللَّه مَا أَوْلَادكُم وشواغلكم عَن الله الَّتِي فِيهَا اجتهادكم الْأَبْنَاء سفر فِي قبر، وأعراس فِي ليله، نضر كأنكم بهَا مطرحة، تعثر فِيهَا الْمَوَاشِي وتنبو الْعُيُون عَن حقيرها للتلاشي، إِنَّمَا أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة، وَالله عِنْده أجر عَظِيم، مَا بعد المقيل إِلَّا الرحيل، وَمَا بعد الرحيل إِلَّا الْمنزل الْكَرِيم أَو الْمنزل الوبيل، وَإِنَّكُمْ تستقبلون أهوالا، سَكَرَات الْمَوْت، بواكر حِسَابهَا، وعتب أَبْوَابهَا، فَلَو كشف الغطا مِنْهَا عَن ذرة لذهبت الْعُقُول، وطاشت الأحلام، وَمَا كل حَقِيقَة يشرحها الْكَلَام: يَا أَيهَا النَّاس إِن وعد الله حق، فَلَا تغرنكم الْحَيَاة الدُّنْيَا، وَلَا يَغُرنكُمْ بِاللَّه الْغرُور. أَفلا أعددتم لهَذِهِ الورطة حِيلَة، أَو أظهرتم للاهتمام بهَا مخيلة. أتعويلا على عَفوه مَعَ المقاطعة، وَهُوَ الْقَائِل إِن عَذَابي لشديد. أأمنا من مكره مَعَ الْمُنَابذَة، وَلَا يَأْمَن مكر الله إِلَّا الْقَوْم الخاسرون، أطعما فِي رَحمته مَعَ الْمُخَالفَة، وَهُوَ يَقُول، فسأكتبها للَّذين يَتَّقُونَ، أَو مشاقة ومعاندة، وَمن يُشَاقق الله، فَإِن الله شَدِيد الْعقَاب. أشكا فِيهِ، فتعالوا نعد الْحساب، ونقرر العقد، ونتصف بدعوة الْإِسْلَام أَو غَيرهَا من الْيَوْم، فتفقد مَا عقد الْعَاقِد عِنْد التساهل بالوعيد، والعامي يدهن الْأصْبع الوحيد، والعارف يضمر بهَا مبدأ العصب، هَكَذَا هَكَذَا يكون التعامي، هَكَذَا هَكَذَا يكون الْغرُور يَا حسرة على الْعباد مَا يَأْتِيهم من رَسُول إِلَّا كَانُوا بِهِ يستهزءون، وَمَا عدا عَمَّا بدا، ورسولكم الْحَرِيص عَلَيْكُم، الرءوف الرَّحِيم، يَقُول لكم، الْكيس من دَان نَفسه، وَعمل لما بعد الْمَوْت والأحمق، من أتبع نَفسه هَواهَا، وَتمنى على الله الْأَمَانِي، فعلام بعد هَذَا الْمعول، وماذا يتَأَوَّل، اتَّقوا الله فِي نفوسكم وانصحوها، واغتنموا فرص الْحَيَاة وارتجوها، إِن تَقول نفس يَا حسرتي على مَا فرطت فِي جنب الله، وَإِن كنت لمن الساخرين،