وكرم عَهده، وَحكم بإعلاء جده، ومضاء حَده، رعى الْوَسِيلَة، وَهدى المخيلة، وجلا عِنْد اجتلا مخاطبتكم أسارير الْفَضِيلَة، فَلم يدع حَقًا إِلَّا صرفه، وَلَا نكرَة إِلَّا أظهر شَأْنهَا وعرفه، وَلَا نعْمَة إِلَّا سكبها، وَلَا مزية إِلَّا أوجبهَا، وَلَا رُتْبَة، إِلَّا أَعْلَاهَا، وَلَا نعْمَة إِلَّا أولاها، وَمَا ذَلِك يَا مولَايَ، وَإِن تعدّدت الْوَسَائِل والأذمة، وَذكرت الْقرْبَة بعد أمة، إِلَّا بوصاتكم الَّتِي لَا تهمل، وحرمتكم الَّتِي لَا تجْهَل، وَعطف مقامكم الَّذِي اشْتهر، واعتنائكم بعبدكم الَّذِي راق وبهر. وَالْعَبْد عبدكم بِكُل اعْتِبَار، وخديمكم بَين يَدَيْهِ، وَإِن نأت الدَّار، ومحسوب على نعْمَة مقامكم الرفيع الْمِقْدَار، والأمل فِي مقامكم غير مُنْقَطع السَّبَب، والأهل وَالْولد تَحت كنف مقامكم الْأَصِيل الْحسب، حَتَّى يمن الله بِحَجّ بَيته، وزيارة رَسُوله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، بَين يديكم، وَيكون قَضَاء هَذَا الوطر مَنْسُوب إِلَيْكُم، وَبعد يسْتَقرّ الْقَرار حَيْثُ يختاره من يخلق مَا يَشَاء ويختار بحول الله. وَالْعَبْد يذكر مَوْلَاهُ بِمَا نثره بَين يَدي وداعه، وبمرأى وزيره السعيد واستماعه من انجلاء الْحَرَكَة عَن عزه وظهوره، ونجاح أَحْوَاله، واستقامة أُمُوره، ويهنيه [بِصدق] الْوَعْد، وإمطار الرَّعْد، وَظُهُور السعد، وَهِي وَسِيلَة إِذا عددت الْوَسَائِل، وروعيت الذمم الجلائل، وَمثل مولَايَ من رعى وَأبقى، وسلك الَّتِي هِيَ أبر وَأتقى، وَمَا قصر عَنهُ الْقَلَم من حق مولَايَ، فالرسول أعزه الله متممه، وَمَا قصر عَنهُ الرَّسُول فَالله يُعلمهُ، وَهُوَ جلّ وَعلا، يديم أَيَّام مولَايَ ويثني سعده. وَالسَّلَام الْكَرِيم عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله تَعَالَى وَبَرَكَاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015