وقاطع أَن طلبته بكم تتسنى، وأنكم سَبَب عَاقِبَة الْحسنى، إِمَّا بالظهور على الوطن الَّذِي تجرأ التغلب بِهِ على ملككم، وَمد الْيَد إِلَى نثر مسككم، وَنقض أثر سلفكم الْمُسلم الْمُحَرر، وزلزل وطنكم المؤسس على الطَّاعَة، بكم الْمُقَرّر، وأضرم النَّار فِي بسائطكم وحيالكم، وَأطلق يَد الْفِتْنَة على بيُوت أَمْوَالكُم، مكثرا عَلَيْكُم بالقلة، متعززا بالذلة، جَان على داركم بِمَا لَا تبيحه الْملَّة، أَو بالشفاعة الجازمة، إِن لم يتأذن الله [فِي الِانْصِرَاف] وَالله يَجْعَل الظُّهُور لكم من الْأَوْصَاف، ويعينكم على جبر الكسير، وتيسير الأمل العسير، ويهنيكم منحة الْملك الْكَبِير وَيبقى كَلمته فِي عقبكم تخلد التَّعْمِير. وَالسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

وخاطبنا السُّلْطَان أَبَا زيان الْمَذْكُور رَحْمَة الله عَلَيْهِ

الْمقَام الَّذِي طوف المنن، وَأَحْيَا السّنَن، وَأنْبت حبه فِي حب الْقُلُوب النَّبَات الْحسن. مقَام الْمولى ناظم كلمة الدّين بعد انتارها، ومقيل عثارها، وَالْأَخْذ بثارها، والمخلد لآثارها. السُّلْطَان الكذا. أبقاه الله عالي الْقدَم، مَنْصُور الْعلم، ث ظَاهرا على الْأُمَم، مَقْصُود الْحمى كالركن والملتزم، عبد مقامكم الَّذِي أويتموه غَرِيبا، وأنستموه مريبا، وأنلتموه على عَدو الدَّهْر نصرا عَزِيزًا، وفتحا قَرِيبا، فَلم يخْش دركا وَلَا تثريبا، وَلَا عدم حظوة وَلَا شَفَقَة وَلَا نعْمَة وَلَا تَقْرِيبًا، ابْن الْخَطِيب مؤكدا عَن ثَنَا يعطر الْآفَاق، ويرقم الأوراق ووجاس اشتهاره الشَّام وَالْعراق، ويطالع العَبْد مَحل مَوْلَاهُ الَّذِي خلف بِبَابِهِ مَاله وَولده، وَصَبره وَجلده، وصير وَطنه الْحَقِيقِيّ وبلده. أَنه لما قدم على مَحل أَخِيه، [المعتد بِمَا] أودع الله من الْخلال السّريَّة فِيهِ، مولَايَ ابْن مولَايَ أبي عبد الله، كافأ الله جميل رعيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015