ولوا وُجُوههم شطرها تحويلا، بل صَبَرُوا صبرا جميلا، وَبَاعُوا نُفُوسهم تتميما لعقدة إِيمَانهم وتكميلا. يسلم على مقامكم الَّذِي وسم السعد مشرق جَبينه، وذخرت قبل الطَّاعَة ليمينه، وَأقسم الدَّهْر بمظاهرة أمره السعيد، فبر وَالشُّكْر لله فِي يَمِينه، عبدكم، الَّذِي اعتلق مِنْكُم بالوسيلة الْكُبْرَى، وقر بملككم عينا، وَشرح صَدرا، وبذل الْجهد، وَإِن جلّ قدرَة وَقدرا، وَالْتمس لكم الدُّعَاء علنا وسرا، ابْن الْخَطِيب الَّذِي حط رَحل انْتِظَاره بِتُرَاب الْمُلُوك الْكِرَام من جدودكم، محاريب بركم، وَأَسْبَاب وجودكم وإبائكم، الَّذين فِي مظاهرتهم ورعيهم، تظهر للنَّاس مخائل هدَاهُم، وتدر سحائب جودكم، ملتحفا مُنْذُ سِنِين [بِأَسْتَارِ قُبُورهم وثيابها، مستظلا بأقيلتها المعظمة وقبابها، ممرغا خَدّه بترابها، مواصلا الصُّرَاخ بآل مرين وبآل يَعْقُوب، متطارحا على أَبْوَابهَا. فَلم يتح الله لَهُ نصْرَة ترعى الضَّعِيف، وتحمى الدخيل، أَو حمية ترفع الضيم، وتشفي الغليل إِلَّا على يديكم يَا الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم، وَبَطل الميدان فِي موقف الهول الْعَظِيم، الْمَنْصُوب للمظلوم وإنصاف الْغَرِيم، وإجالة أَقْلَام الْفَتْح، لفتح الأقاليم، كتبه مهنيا بِمَا سناه الله، لملككم من الصنع الَّذِي خرق حجاب الْمُعْتَاد، وَأرى أَنْوَاع الْيمن والإسعاد، معجلا ذَلِك بَين يَدي المبادئ إِلَى لثم بساطكم الَّذِي تصرف إِلَيْهِ الْوُجُوه، وتخشاه الْأَمْلَاك الْجَبَابِرَة، وترجوه مُؤديا الْوَاجِب من الْقيام بمنظوم ثنائه فِي الحفل الْمَشْهُود وإبلاغ لِسَان الْحَمد وسع المجهود، وإلقاء مَا عِنْد العَبْد من خلوص وجنوح وَحب وضح أَي وضوح، فولى دعوتكم الشَّيْخ ابْن ثَابت أعزه الله، يقرره وَيبين مجمله ويفسره، وَالْعَبْد واثق بِفضل الله على يديكم، وملتمس النّظر إِلَيْكُم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015