مَوْلَانَا، وعصمة ديننَا ودنيانا، الَّذِي سخر الله الْبر وَالْبَحْر بأَمْره، وَحكم فَوق السَّمَوَات السَّبع بعز نَصره، وأغنى يَوْم سعده عَن سل السِّلَاح وشهره، وفتق عَن زهر الصَّنِيع الْجَمِيل كمامة تَسْلِيمه وَصَبره، وقيض لَهُ فِي علم غيبه، وزيرا مذخورا لشد أزره، وقود الْملك إِلَيْهِ فِي حَال عصره، الْخَلِيفَة الإِمَام، الَّذِي استبشر بِهِ الْإِسْلَام، وخفقت لعزه الْأَعْلَام، ولاح بدر محياه فافتضح الإظلام، الْمُقْتَدِي بِالنَّبِيِّ الْكَرِيم، سميه فِي المراشد الَّتِي تألق مِنْهَا الصُّبْح، والمقاصد الَّتِي لازمها النجح، والتمحيص الَّذِي تبع مِنْهُ الْمنح، حَتَّى فِي الْهِجْرَة الَّتِي جَاءَ بعْدهَا الْفَتْح، أَبُو زيان ابْن مَوْلَانَا السُّلْطَان، ولي الْعَهْد ترشيحا ومآلا، ومؤمل الْإِسْلَام تقلدا للْمَذْهَب الصَّرِيح وانتحالا، وأمير الْمُسلمين لَو أوسعه الْقدر إمهالا، ووسطى عقد الْبَنِينَ، خلائق مُتعَدِّدَة وخلالا، المتحف بالسعادة، وَلم يعرف بدره هلالا، المعوض بِمَا عِنْد الله سَعَادَة ألبسته سربالا، وأبلغته من رضوَان الله آمالا، أَبى عبد الله ابْن مَوْلَانَا أَمِير الْمُسلمين، كَبِير الْخُلَفَاء، وعنصر الصَّبْر وَالْوَفَاء، وَستر الله المسدول على الضُّعَفَاء، والمجاهد فِي سَبِيل الله بِنَفسِهِ وَمَاله المنيف على مراكز النُّجُوم بهمه وآماله، الْمُقَدّس أبي الْحسن، ابْن موالينا الْخُلَفَاء الطاهرين، وَالْأَئِمَّة المرتضين، من قبيل بني مرين، وصفوة الله فِي هَذَا الْمغرب الْأَقْصَى من أوليائه الْمُؤمنِينَ، وزينة الدُّنْيَا، وعمدة الدّين، هنأه الله مَا أورثه من سَرِير الْملك الْأَصِيل، وخوله من سَعَادَة الدُّنْيَا وَالدّين على الْإِجْمَال وَالتَّفْصِيل، وَتوجه من تَاج الْعِزَّة القعساء عِنْد اشْتِبَاه السَّبِيل، وعوضه من قبيل المليكة، عِنْد تشَتت الْقَبِيل، وَجعل قدمه الراسخة، وآيته الناسخة، وربوته السامية الباذخة، وَعزة نَصره الشامخة، وأوزعه شكر آلائه فِي الْخَلَاص من ملكه أعدائه، وخطر الْبَحْر وعدوان مَا بِهِ، وغول السّفر، وارتكاب الْغرَر، وثبات أَقْدَام أوليائه الَّذين مَا بدلُوا تبديلا، وَلَا ارتضوا لقبلة طَاعَته، بعد أَن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015