بجناح رايته، وَهُوَ على كتد دَابَّته. واستركب جَيش الْإِسْلَام ترحيبا بوفادته، وتنويها بمجادته، وَأثبت فِي غَرَض الْإِمَارَة النصرية سهم سعادته، رأى أَن يزِيدهُ فِي عنايته ضروبا وأجناسا، وَيتبع أَثَره نَاسا فناسا، قد اخْتلفُوا لِسَانا ولباسا، وَاتَّفَقُوا ابْتِغَاء لمرضات الله والتماسا، مِمَّن كرم انتماؤه، وزينت بالحسب الغر سماؤه، وَعرف غناؤه، وتأسس على المجادة بِنَاؤُه، حَتَّى لَا يدع من الْعِنَايَة فَنًّا إِلَّا جلبه إِلَيْهِ، وَلَا سَعَادَة فَخر إِلَّا جعلهَا فِي يَدَيْهِ، وَلَا حلية عز إِلَّا أضفى ملابسها عَلَيْهِ. وَكَانَ جَيش الْإِسْلَام فِي هَذِه الْبِلَاد الأندلسية، أَمن الله خلالها، وَسكن زِلْزَالهَا، وَصدق فِي رَحْمَة الله الَّتِي وسعت كل شَيْء آمالها، كلف همته، ومرعى أذمته، وميدان جياده، ومتعلق أمد جهاده، ومعراج إِرَادَته إِلَى تَحْصِيل سعادته، وسبيل خلاله إِلَى بُلُوغ كَمَاله. فَلم يدع عِلّة إِلَّا أزاحها، وَلَا طلبة إِلَّا أجال قداحها، وَلَا عَزِيمَة إِلَّا أورى اقتداها، وَلَا رَغْبَة إِلَّا فسح ساحها، أخذا مرونته بالتهذيب، ومصافه بالترتيب [أورى اقتداحها، وَلَا رَغْبَة، إِلَّا فسح ساحها، أَخذ مدونته بالتهذيب ومطافة بالترتيب، وآماله] بالتعريب محسنا فِي تلقي الْغَرِيب [وتأنيس الحريب، مستنجزا لَهُ وَبِه وعد النَّصْر الْعَزِيز وَالْفَتْح الْقَرِيب] وَرفع عَنهُ لهَذَا الْعَهْد، نظر من حكم الِاعْتِرَاض فِي حماته، واستشعر عروق الحسائف لتشذيب كماته، واستقل عَن حسن الوساطة لَهُم بمصلحة ذَاته، وجلب هباته، وتثمير مَاله، وتوفير أقواته، ذَاهِبًا أقْصَى مَذَاهِب التَّعْمِير بأمد حَيَاته، فانفرج الضّيق وخلص [إِلَى حسن نظره]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015