السُّرُوج ومضاجع المهود، وسبر السيوف فِي الغمود، وَأَنْشَأَ ريح النَّصْر آمِنَة من الخمود، أمضى أَحْكَامه، وأنهد الْعِزّ أَمَامه، وَفتح عَن نصر السُّعُود كمامه، أَمِير الْمُسلمين عبد الله، الْغَنِيّ بِاللَّه، مُحَمَّد بن مَوْلَانَا أَمِير الْمُسلمين وناصر الدّين أبي الْحجَّاج. ابْن مَوْلَانَا أَمِير الْمُسلمين أبي الْوَلِيد بن نصر، أيده الله وَنَصره، لكبير وَلَده وسابق عَهده وَرَيْحَانَة خلده، وياقوتة الْملك على يَده، الْأَمِير الْكَبِير، الطَّاهِر الظَّاهِر الْأَعْلَى، وَاسِطَة السلك، وهلال سَمَاء الْملك، ومصباح الظُّلم الحلك، ومظنة الْعِنَايَة الأزلية، من مُدبر [الْملك، ومجري] الْفلك، عنوان سعده، وحسام نَصره، وعضده وسمى جده، وسلالة فَضله ومجده، السعيد المظفر الْهمام الْأَعْلَى الْمُجَاهِد المؤمل الأرضي أبي الْحجَّاج يُوسُف، ألبسهُ الله من رِضَاهُ عَنهُ حللا لَا تخلق جدَّتهَا الْأَيَّام، وَلَا تبلغ كنهها الأفهام، وبلغه من خدمته المبالغ الَّتِي يسر بهَا الْإِسْلَام، وتسبح فِي بحار صنائعها الأقلام، وحرس معاليها الباهرة بِعَيْنِه الَّتِي لَا تنام. وكنفه بركنه الَّذِي لَا يضام. فَهُوَ الْفَرْع الَّذِي جرى بخصله على أَصله، وارتسم نَصره فِي نصله، واشتمل جده على فَضله، وَشهِدت ألسن خلاله برفعة جَلَاله، وَظَهَرت دلايل سعادته فِي بَدْء كل أَمر وإعادته، لما صرف وَجهه إِلَى ترشيحه لافتراع صِفَات الْمجد الْبعيد المدا، وتوشيحه بِالصبرِ والحلم والبأس والندا، وأرهب مِنْهُ سَيْفا من سيوف الله لضرب هام العدا، وأطلعه فِي سَمَاء الْملك بَدْرًا هدا لمن رَاح وَغدا، وَأَخذه بالآداب الَّتِي تقيم من النُّفُوس أودا، ويبذر الْيَوْم ليجنى غَدا، ورقاه فِي رتب الْمَعَالِي طورا فطورا، وترقى للنبات وَرقا ونورا، ليجده بحول الله يدا باطشة بأعدائه، وَلِسَانًا مجيبا عِنْد ندائه، وطرازا على حلَّة عليائه، وغماما من غمام آلائه، وكوكبا وهاجا بسمائه، وَعقد لَهُ لِوَاء الْجِهَاد على الكتيبة الأندلسية من جنده، قبل أَن ينْتَقل عَن مهده، وظلله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015