وساغ الرِّيق، ورضى الْفَرِيق، وَرَأى، وَالله الْكَفِيل بنجح رَأْيه، وشكر سَعْيه، وصلَة حفظه ورعيه، أَن يحمد لَهُم اختيارهم وَيحسن لديهم آثاره، ويستنيب فِيمَا بَينه وَبَين سيوف جهاده، وأبطال جلاده، وحماة أحوازه، وآلات اعتزازه، من يجْرِي مجْرى نَفسه النفيسة فِي كل مغنى، وَمن يكون لَهُ لفظ الْولَايَة، وَله أيده الله الْمَعْنى، فقدمه على الْجَمَاعَة الأولى كبرى الْكَتَائِب، ومقاد الجنائب، وأجمة الْأَبْطَال، ومزنة الودق الهطال، الْمُشْتَملَة من الْغُزَاة على مشيخة آل يَعْقُوب، نسب الْمُلُوك الْكِرَام، وأعلام الْإِسْلَام، وَسَائِر قبائل بني مرين، لُيُوث العرين، وَغَيرهم من اصناف الْقَبَائِل، وَأولى الْوَسَائِل، يحوط جَمَاعَتهمْ، وَيرْفَع بتفقده إضاعتهم، ويستخلص لله، ولأبيه أيده الله، طاعتهم، وتشرق بإمارته مراكبهم، ويزين هلاله الناهض إِلَى الإبدار على فلك سَعَادَة الْإِنْذَار كواكبهم، تَقْدِيمًا اشرق لَهُ وَجه الدّين الحنيف وتهلل، وأحس باقتراب مَا أمل. فللخيل اختيال ومراح، وللأسل السمر اهتزاز وارتياح، وللصدور انْشِرَاح، وللآمال مغدى فِي فضل الله ومراح، فليتول ذَلِك، أسعده الله تولى مثله، فَمن اسرة الْملك أسرته، وأسرة النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] أسرته، وَالْملك الْكَرِيم اصل لفرعه، وَالسَّبَب الْعَرَبِيّ منجد لطيب طبعه، أَخذ أَشْرَافهم بترفيع الْمجَالِس، بِنِسْبَة أقدارهم، مقربا حسن اللقا بإيثارهم، شاكرا غناءهم، مستدعيا ثناءهم، مستدرا لأرزاقهم، موجها المزية بِحَسب استحقاقهم، شافعا لَدَيْهِ فِي رغباتهم المؤملة ووسائلهم المتحملة، مسهلا الْإِذْن لوفودهم المتلاحقة، منفقا لبضائعهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015