ونظم فرايد الأمل فِي سلكه، تخلدها أَقْلَام الأقدار، بمداد اللَّيْل فِي قرطاس النَّهَار، وترسمها بتذهيب الْأَسْفَار فِي صفحات الأقمار، وتجعلها هجيراه حملا للأسفار وحداة القطار فِي مسالك الأقطار. مقَام مَحل أخينا الَّذِي نلذ إِعَادَة هنائه مَعَ الْإِعَادَة، ونتلقى أنباء علائه بالإذاعة والإشادة. ونطرز بأعلام ثنائه صَحَائِف المجادة، ونشكر الله أَن وهب لنا من أخوته المضافة إِلَى الْمحبَّة والوداد، مَا يرجح فِي ميزَان الِاعْتِبَار أخوة الْولادَة، وعرفنا بيمن ولَايَته عوارف السَّعَادَة. السُّلْطَان الكذا ابْن السُّلْطَان الكذا. أبقاه الله فِي أَعْلَام الْملك السعيد، بَيت القصيد، ووسطى القلادة، ومجلى الْكَمَال الَّذِي تبارت بميدان بأسه وجوده، حَسَنَات الإبادة والإفادة، وَلَا زَالَت آماله القاصية تنثال طوع الإرداة، ويمن نقيبته تجمع من أشتات الْفتُوح، والعز الممنوح بَين الْحسنى وَالزِّيَادَة. مُعظم سُلْطَانه العالي، الْمثنى على مجده، الْمَرْفُوع إِسْنَاده فِي عوالي الْمَعَالِي، المسرور بِمَا يسنيه الله لَهُ من الصنع المتوالى، وَالْفَتْح الْمُقدم والتالي. الْأَمِير عبد الله الْغَنِيّ بِاللَّه مُحَمَّد ابْن أَمِير الْمُسلمين أَبى الْحجَّاج ابْن أَمِير الْمُسلمين أَبى الْوَلِيد بن نصر، أيد الله أمره، وأعز نَصره. سَلام كريم يتأرج فِي الْآفَاق شذا طيبه، وَتسمع فِي ذرْوَة الود بلاغة خَطِيبه، ويتضمن نور سَواد المداد عِنْد مراسلة الوداد، فيكاد يذهب بعبوسه الْمَجْهُول وتقطيبه، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
أما بعد حمد الله فاتح الْأَبْوَاب بمقاليد الْأَسْبَاب، مهمى استصعبت، ومسير الْأُمُور بِحكمِهِ الْمَقْدُور، إِذا أجهدت الْحِيَل وأتعبت، مخمد نيران الْفِتَن بعد مَا التهبت، وجامع كلمة الْإِسْلَام، وَقد تصدعت وتشعبت، ومسكن رجفان