وحلو بِظَاهِر حصن أندوجر، وَقد أصبح مألف إدمار غير أوشاب، ووكر طيور نشاب. فَلَمَّا بلونا مراسه صعبا، وأبراجه ملئت حرسا وشهبا، ضننا بالنفوس أَن تفيض من دون افتتاحه، وسلطنا العفا على ساحه، وأغرينا الغارات باستيعاب مَا بأحوازه واكتساحه، وسلطنا النَّار على حزونه وبطاحه، وألصقنا بالرغام ذوائب أدواحه. وانصرفنا بِفضل الله، والمناصل دامية، والأجور نامية، وَقد وطأنا المواطىء، الَّتِي كَانَت على الْمُلُوك [قبلنَا] سبلا، وَلم نَتْرُك بهَا حرثا يرقد نَسْلًا، وَلَا ضرعا يُرْسل رسلًا. وَالْحَمْد لله الَّذِي يتم النعم بِحَمْدِهِ، ونسله صلَة النَّصْر، فَمَا النَّصْر إِلَّا من عِنْده. عرفناكم بِهَذِهِ المكيفات الْكَرِيمَة الصعاب، والصنايع الروايع الَّتِي بعد الْعَهْد بِمِثْلِهَا فِي هَذِه الْأَوْقَات، علما بِأَنَّهَا لكم أَسْنَى الهديات الوديات، وَلما نعلمهُ لديكم من حسن النيات، وكرم الطويات، فَأنْتم سلالة الْجِهَاد المقبول، والرفد المبذول، ووعد النَّصْر الْمَفْعُول. ونسل الله تَعَالَى أَن ينْتَقل خيالكم للمعاهد الجهادية إِلَى المعاينة فِي نصر الْملَّة المحمدية، وَأَن يجمع بكم كلمة الْإِسْلَام على عَبدة الْأَصْنَام، وَيتم النِّعْمَة على الْأَنَام. وودنا لكم مَا علمْتُم يزِيد على مر الْأَيَّام، وَالله يَجعله فِي ذَاته لكم مُتَّصِل الدَّوَام، مبلغا إِلَى دَار السَّلَام، وَهُوَ سُبْحَانَهُ يصل سعدكم، ويحرس مجدكم، ويضاعف آلاءه عنْدكُمْ، وَالسَّلَام.
وَمن ذَلِك
الْمقَام الَّذِي أَحَادِيث سعادته لَا تمل على الْإِعَادَة والتكرار، وسبيل مجادته الشهيرة، أوضح من شمس الظهيرة عِنْد الِاسْتِظْهَار، وأخبار صنايع الله لملكه،