الأَرْض بعد مَا اضْطَرَبَتْ، ومحييها بعهاد الرَّحْمَة حَتَّى اهتزت وربت، اللَّطِيف الْخَبِير، الَّذِي قدرت حكمته الْأُمُور، ورتبت منهى كل نفس إِلَى مَا خطت الأقلام عَلَيْهَا، وكتبت ونفت وأوجبت، شَاءَت أَو أَبَت، ومجازيها يَوْم الْعرض بِمَا كسبت. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، هازم الْأَحْزَاب لما تألفت وتألبت، وجالب الحتف إِلَيْهَا عِنْدَمَا أجلبت، رَسُول الملحمة إِذا الليوث وَثَبت، وَنَبِي الرَّحْمَة، الَّتِي هيأت النجَاة وسببت، وأبلغت النُّفُوس المطمينة من السَّعَادَة مَا طلبت، ومداوى الْقُلُوب الْمَرِيضَة، وَقد انتكبت وانقلبت بلطائفه الَّتِي راضت وهذبت، وقادت إِلَى الْجنَّة الْعليا واستجلبت، وَأَدت عَن الله وأدبت، الَّذِي بجاهه نستكشف الغما إِذا طنبت، ونستوكف النعما إِذا أخلفت البروق وكذبت، ونتحاب فِي طَاعَته ابْتِغَاء الْوَسِيلَة إِلَى شَفَاعَته، فَنَقُول وَجَبت حَسْبَمَا ثبتَتْ. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، وأنصاره، وأحزابه، الَّتِي اسْتحقَّت المزية المرضية واستوجبت، لما انتمت إِلَى كَمَاله وانتسبت، وببذل نفوسها فِي مرضات الله، ومرضاته تقربت، وَإِلَى نصرته فِي حَيَاته انتدبت، والمناصل قد رويت من دَمًا الأعدا واختصبت، وخلفته فِي أمته بعد مماته، بالهمم الَّتِى عَن صدق الْيَقِين أعربت، فتداعت لمجاهدة الْكفَّار وانتدبت وأبعدت المغار وادربت، حَتَّى بلغ ملك أمته أقاصي الْبِلَاد الَّتِي نبت، فَكسرت الصَّلِيب الَّتِي نصبت، ونفلت التيجان الَّتِي عضبت، مَا هَمت السحب وانسحبت، وطلعت الشَّمْس وغربت. والدعا لمثابتكم الْعليا بالنصر الْعَزِيز كلما جهزت الْكَتَائِب، وتكتبت، وَالْفَتْح الْمُبين كلما راكنت عقائل الْقَوَاعِد وخطبت، والصنائع الَّتِي مهمى سرحت فِيهَا الْعُيُون تعجبت، أَو جالت فِي لطائفها الأفكار، استطابت مذاق الشُّكْر