من فضل الله الاغتنام، وَعَبس الجو الْعَبَّاس، وَضحك النصل البسام، وَأورد الْخَيل موارد الطعان والإقدام، فَكَانَ لحربكم الظُّهُور الَّذِي حكم المهندة فِي الرّقاب، والسمر الطوَال فِي البعر ثمَّ فِي الأعقاب، وبشرت بِرُؤْيَة هِلَال الْفَتْح عُيُون الارتقاب، وَحط عَن وَجه الصنع الْجَمِيل مَا راب من النقاب، وَأَن من بغى عَلَيْهِ، حَسْبَمَا قررتم، وعَلى نَحْو مَا أجملتم وفسرتم من شُيُوخ الْعَرَب المجلية، ووجوه الخدام المنتهية إِلَى حسن الْعَهْد المنتمية، تحصل فِي حكم استرقاقكم، وَتَحْت شدّ وثاقكم، وَرُبمَا سفر الْمَكْرُوه عَن المحبوب، وانجلى المرهوب عَن المرغوب، وَالله مُقَلِّب الْقُلُوب، وشيمتكم فِي ايتلاف النافر، وَالْأَخْذ من فضل الْعَفو بالحظ الوافر، كَفِيل لكم بالصنع السافر. وَالله يحملكم على مَا فِيهِ رِضَاهُ، وَيُخَير لكم فِيمَا قَضَاهُ. فصلنا مَا اتَّصل لكم من الصنع واطرد. ورحبنا هَذَا الْوَارِد الْكَرِيم الَّذِي ورد، وشكرنا فَضلكُمْ فِي التَّعْرِيف بالمودود، وَالشَّرْح لمقامه الْمَحْمُود، وكتبنا نهنيكم بِهِ هُنَا مشفوعا، وبالدعاء لكم متبوعا. وَالله يطلع من توالى مسرتكم على مَا يبسط الآمال، وينجح الْأَعْمَال، وَيفتح فِي السعد المجال، وَالَّذِي عندنَا من ودكم أعظم من اسْتِيفَائه بالمقال، ونهوض اليراع بوظائفه الثقال، يعلم ذَلِك عَالم الخفيات، والمجازي بِالنِّيَّاتِ سُبْحَانَهُ. وَالله يصل سعدكم، ويحرص مجدكم وَالسَّلَام
وَمن ذَلِك
الْمقَام الَّذِي نطالعه أَخْبَار الْجِهَاد، ونهدي إِلَيْهِ عوالي العوالي صَحِيحَة الْإِسْنَاد، وتبشره بأخبار الْفَتْح الْبعيد الآماد، ونسأل الله لَهُ توالى الْإِسْعَاف، ودوام الإسعاد، ونرتقب من صنع الله على يَدَيْهِ تكييفا يخرق حجاب الْمُعْتَاد، وامتعاضا يطلع بأفاق الْبِلَاد، نُجُوم غرر الْجِيَاد، وَيفتح أَبْوَاب الْفتُوح بأقاليد السيوف