عنايته والمراقب، ومسخر النَّجْم الثاقب فِي الغسق الواقب، الْكَفِيل بِالْحُسْنَى للمتوكل المراقب، نَاسخ التمحيص بالعناية والتخصيص، لتظهر حكمه المثيب المعاقب، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، الماحي الحاشر العاقب، ذِي الْقدر السَّامِي للدهر المصاقب، وَالرِّضَا عَن آله، الَّذين كَانُوا فِي سَمَاء مِلَّته لهداية أمته كَالنُّجُومِ الثواقب. فَإنَّا كثبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم توالى الْمَوَاهِب، ووضوح الْمذَاهب، ووقوف الدَّهْر لديكم موقف التائب من الْقدح النايب، وخلوص موارد سعدكم من الشوايب، ووالى لديكم مفاتحة الْكتب الهنية بفتوح الْكَتَائِب.
من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَفضل الله يتعرف صنعه لكم، صافي السَّحَاب كَفِيل بنيل الرغايب، وَالسُّرُور بِمَا سناه الله من استقامة أحوالكم، شَأْن الشَّاهِد والغايب، والرايح والآيب. وَالْحَمْد لله على توالى الألطاف العجايب. وَقد وصل كتابكُمْ الَّذِي أكد السرُور وَأَصله، وأجمل مُقْتَضى الْبُشْرَى وفصله، ونظم خبر الْفَتْح وَوَصله، وراش سهم السَّعَادَة والسداد، والعناية والإمداد ونصله، وأحرز حَظّ السَّعَادَة وحصله، تعرفُون بِمَا أتاح الله لكم، اللَّطِيف الْخَبِير، وَالْوَلِيّ النصير، من الصنع الَّذِي اتسق نظامه، والعز الَّذِي سنت فِي أم الْكتاب أَحْكَامه والعز الَّذِي خَفَقت أَعْلَامه، والتوفيق الَّذِي قرطست الْعرض سهامه، وأنكم من بعد الكاينة، الَّتِي راش لطف الله بهَا وجبر، وَأحسن الْخَبَر وأدال الْخَبَر، وَجعل الْعَاقِبَة الْحسنى لمن صَبر، جهزتم الجيوش المختارة والعساكر الجرارة يَقُودهَا الخلصان من الوزرا، ويتقدم رايتها ميامن الأمرا، فَكتب الله ثبات أَقْدَامهَا، وَتَوَلَّى نصر أعلامها، وَلم يكن إِلَّا أَن حمى وطيس النزال، ورجفت الأَرْض لهول الزلزال، وتعوطبت كؤوس الْآجَال فِي ضنك المجال ودجا القتام، وتوهج