ونقصان جلده، وكلا الصِّنْفَيْنِ لَا يعول على نَقله، وَلَا يسْتَند إِلَى دينه، وَلَا إِلَى عقله. وَإِذا أردتم تَحْقِيق أَمر أَو استربتم فِي خبر زيد أَو عَمْرو، فعينوا عينا يضطلع. بِنَقْل صور الْأَحْوَال، وَيكون ميدانا للأقوال، يتَوَجَّه صوريا، بِبَعْض الْأَغْرَاض الَّتِي تَدْعُو إِلَى المراوضة والمحاورة فِي الشكايات الَّتِي تضطر إِلَيْهَا الْمُجَاورَة، حَتَّى تتبين لكم الْأَخْبَار الَّتِي يزيفها الاختبار. هَذَا مَا عندنَا من حالتي الْعَدو، الَّتِي هَمنَا موازنة أُمُوره، وحذر شروره، قررناها لكم مَعَ الْعلم بِأَن الْعِزَّة لله وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ، وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين، وَأَن قَلِيل الْحق كثير، والعسير على الله يسير، وَإِنَّمَا هُوَ شرح بَين الجلية وَقيد عارضة الْكُلية، والعليل ذُو معرفَة زَائِدَة بأحوال علته، وَالرَّابِع عَن خَبره من خبر حلته، وَلَو علمنَا مَا اسْتَأْثر الله بمولانا قدس الله روحه، وَطيب ضريحه، وَقد وَجب انتباه العزائم من مراقدها، وارتفاع حكم السّلم لوفاة عاقدها، أَن لإخوته قدرَة تستمريها منازعتهم لأخيهم زَمنا فسيحا أَو يخمد مِنْهُ ريحًا، لاغتنمنا الكرة، ورفعنا المعرة، وَلَكنَّا علمنَا بِأَن مادتهم بِمَا بقى من مُدَّة الصُّلْح الْقَدِيم غير وافية، وَأَن قدرتهم بكف العادية، عَن بِلَادهمْ، غير كَافِيَة، فحرصنا على الاستمساك بالسلم، ليتمهد الْقطر ويتقرر الْأَمر. وَمَعَ الْيَوْم غَد، وَلكُل شَيْء أمد، وَلنَا مِنْكُم بعد الله تَعَالَى مُعْتَمد، وَإِذا سنى الله أمرا، يسر أَسبَابه، وَفتح بَابه، وألهم الْخَيْر وَكتب أثوابه، وَأما مَا بغيتم من بذل الضريبة، فَأمر تنفر مِنْهُ الهمة، وتسوغه الشدائد المدلهمة، وتأباه الشَّفَقَة، ثمَّ تَدْعُو لتسليمه الموفقة، وللضرورة حكمهَا، وللعزة إِن شَاءَ الله يَوْمهَا. وَقد انصرمت سنُون عديدة، وآماد مديدة، وعهود بعيدَة، لم يَقع فِيهَا بِهَذِهِ الْبِلَاد، بَين الْمُسلمين وعدوهم سلم، إِلَّا عَن ضريبة تحكم، وحصون إِلَيْهِم تسلم، وعضاضاة تحضى، كَمَا شَاءَ الله وتبرم. فَلم ينْتَه اجْتِهَاد إِلَّا مَعَ الإرهاب بجانبكم الأحمى، والاستناد إِلَى أبوتكم الْعُظْمَى، إِن عَقدنَا بضريبة لم يقْتَرن