من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله. وَلَا زَائِد بِفضل الله سُبْحَانَهُ، ثمَّ بِمَا عندنَا من الِاعْتِدَاد بمقامكم، أَعلَى الله سُلْطَانه، وَشَمل بالتمهيد أوطانه. إِلَّا تشيع ثَابت ومزيد، وإخلاص مَا عَلَيْهِ فِي ميدان الاستطلاع مزِيد، وتعظيم أشرف مِنْهُ عيد، وثناء راق فَوق رياضه تحميد وتمجيد. وَإِلَى هَذَا وصل الله سعدكم، وحرس الطَّاهِر الْكَرِيم مجدكم، فقد وصلنا كتابكُمْ، الَّذِي هُوَ على الخلوص والاعتقاد عنوان، وَفِي الِاحْتِجَاج على الرِّضَا وَالْقَبُول برهَان، تنطق بِالْفَضْلِ فضوله، وتشير إِلَى كرم العقد فروعه الزكية وأصوله، ويحق أَن ينْسب إِلَى ذَلِك الْفَخر الْأَصِيل محصوله، عرفتمونا بِمَا ذهب إِلَيْهِ عِيسَى بن الْحسن من الْخلاف الَّذِي ارْتَكَبهُ، وسبيل الصَّوَاب الَّذِي تنكبه، وتنبهون على مَا حَده الْحق فِي مثل ذَلِك وأوجبه، حَتَّى لَا يصل أحد من جهتنا سَببه، وَلَا يظاهره مهمى نَدبه، وَلَا يسعفه فِي الإيواء طلبه، فاستوقفنا من ذَلِك، مَا استدعاه الْبَيَان الصَّرِيح وجلبه، وخطه الْقَلَم الفصيح وَكتبه، وليعلم مقامكم، وَهُوَ غَنِي عَن الْإِعْلَام، وَلَكِن لَا بُد من الاسْتِرَاحَة بالْكلَام، والتنفس ونفثات الأقلام، أننا إِنَّمَا نجرى أمورنا مَعَ هَذَا الْعَدو الْكَافِر الَّذِي يلينا بجواره، وبلينا وَالْحَمْد لله بمصادمة تياره، على تعدد أقطاره، واتساع براريه وبحاره، بِأَن تكون الْأمة المحمدية بالعدوتين تَحت وفَاق، وأسواق غير ذَات نفاق، والجماهير تَحت عهد الله وميثاق، فمهمى تعرفنا أَن اثْنَيْنِ اخْتلف مِنْهُمَا بالعدوتين عقدان، وَقع مِنْهُمَا فِي مَقْبُول الطَّاعَة رد، ساءنا واقعه، وعظمت لدينا مواقعه، وَسَأَلنَا أَن يتدارك الخزي راقعه، لما نتوقعه من التشاغل عَن نصرنَا، وتفرغ الْعَدو إِلَى ضرنا، فَكيف إِذا وَقعت الْفِتْنَة فِي صقعنا ونظرنا، إِنَّمَا هِيَ شعلة فِي نقض بُيُوتنَا وَقعت، وحادثة إِلَى جهتنا أشرعت إِن كَانَ لسوانا لفظ فلنا مَعْنَاهَا، وعَلى وطننا يعود جناها، فَنحْن أحرص النَّاس على إطفائها وإخمادها، وَالسَّعْي فِي إصْلَاح فَسَادهَا، والمثابرة