وَمن ذَلِك
الْمقَام الَّذِي بِنور سعادته، تتجلى الغما، وتتصل النعما، فنيته قد صَحَّ مِنْهَا لجَانب الله الانتما، واتفقت مِنْهَا المسميات والأسما. مقَام مَحل أَبينَا الَّذِي تتفيأ أفياءهن الجزيرة الغريبة، أفياء نِيَّته الصَّالِحَة وَعَمله، ونثق بِحسن الْعَاقِبَة اعْتِمَادًا على وعد الله الْمنزل على خيرة رسله، ونجتنى ثمار النجح من أفنان آرائه المتألقة تألق الصُّبْح حالى ريثه وعجله، ونتعرف حالى المودود وَالْمَكْرُوه عارفة الْخَيْر والعافية من قبله، أبقاه الله يحسم الأدواء كلما استشرت، ويحلى موارد الْعَافِيَة كلما أمرت، ويعفى على آثَار الأطماع الكاذبة مهمى خدعت بخلبها وغرت، وَيضمن سعده عودة الْأُمُور إِلَى مَا عَلَيْهِ اسْتَقَرَّتْ، مُعظم مقَامه الَّذِي هُوَ بالتعظيم حقيق، وموقر ملكه الَّذِي لَا يلتبس مِنْهُ فِي الْفَخر والعز طَرِيق، وَلَا يخْتَلف فِي فَضله العميم، ومجده الْكَرِيم رَفِيق.
أما بعد حمد الله المثيب الْعَاقِبَة، الْكَفِيل لأهل التَّقْوَى بِحسن العواقب، المشيد بِالْعَمَلِ الصَّالح إِلَى أرفع المراقى والمراقب، يهدى من يَشَاء، ويضل من يَشَاء، فبقضائه وَقدره، اخْتِلَاف المسالك والمذاهب، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله الحاشر العاقب، وَنبيه الْكَرِيم، الرءوف الرَّحِيم، ذى المفاخر السامية والمناقب، وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه وأنصاره وأحزابه، الَّذين ظاهروه فِي حَيَاته، بأعمال السمر العوالي وَالْبيض القواضب، وخلفوه فِي أمته بخلوص الضمائر عِنْد شوب الشوائب، وَكَانُوا فِي سَمَاء مِلَّته كَالنُّجُومِ الثواقب، وَالدُّعَاء لمقامكم الأسمى بالسعادة الْمُعَادَة فِي الشَّاهِد من الزَّمن وَالْغَائِب، والنصر الَّذِي يقْضى بعز الركائب، والصنع الَّذِي يطلع من ثناياه غر الصَّنَائِع الْعَجَائِب.