على كفها عَن استئسادها. وَمَا الظَّن فِي دَار فسد بَابهَا، وآمال رثت أَسبَابهَا: وجريرة لَا تستغنم أَحْوَال من بهَا إِلَّا بِالسُّكُونِ، وَسلم الْعَدو الْمَغْرُور الْمفْتُون، حَتَّى يقتضى مِنْهُ بإعانتكم الدُّيُون، وَإِن اضطرابها دَاء نستبصر من رَأْيكُمْ فِيهِ بطبيب، وهدفه خطب نرميه من عزمكم بِسَهْم مُصِيب، وَأمر نضرع فِي تَدَارُكه إِلَى سميع الدُّعَاء مُجيب، وَنحن فِيهِ يَد أَمَام يدكم، ومقصودنا فِيهِ تبع لمقصدكم، وتصرفنا على حد إشارتكم جَار، وعزمنا إِلَى مُنْتَهى مرضاتكم متبار، وعقدنا فِي مشايعة أَمركُم غير متوار. وَقد كُنَّا لأوّل اتِّصَال هَذَا الْخَبَر الْقَبِيح الْعين والأثر، بادرنا إِلَى تعريفكم بِجَمِيعِ مَا اتَّصل بِنَا فِي شَأْنه، وَلم نطوعنكم شَيْئا من إسراره وَلَا إعلانه، وبعثنا رَسُولنَا إِلَى بَابَكُمْ العلى نعتد بسلطانه، ونرتجى تمهيد هَذَا الوطن بتمهيد أوطانه، وبادرنا بالمخاطبة لمن وَجَبت مخاطبته من أهل مربلة وإسطبونة، نثبت بصائرهم فِي الطَّاعَة ونقويها، ونعدهم بتوجيه من يحفظ جهاتهم ويحميها، وعجلنا إِلَى بَعْضهَا مدَدا من الرُّمَاة وَالسِّلَاح ليَكُون ذَلِك عدَّة فِيهَا، وعملنا مَا أوجب الله من الْأَعْمَال الَّتِي يزلف بهَا ويرتضيها، وَكَيف لَا نظاهر أَمركُم، وَهُوَ الْعدة المذخورة، والفئة الناصرة المنصورة، وَالْبَاطِل سراب يخدع، وَالْحق إِلَيْهِ يرجع، وَالْبَغي يردع ويصرع، وَكم تقدم فِي الدَّهْر من مفتر شَذَّ عَن الطَّاعَة، وَخرج عَن الْجَمَاعَة، ومخالف على الدول، فِي العصور الأولى، بهرج الْحق زائفه، ورجمت شهب الأسنة طائفه، وَأخذت عَلَيْهِ الضَّيْعَة وهاده، ونتابعه فتقلص ظله، ونبا بِهِ مَحَله، وكما قَالَ يذهب الْبَاطِل وَأَهله، لَا سِيمَا وسعادة ملككم، قد وطأت المسالك وحدتها، وقهرت الأعدا وتعبدتها، وَأَطْفَأت جداول سُيُوفكُمْ النَّار الَّتِي أوقدتها، وَكَأن بالأمور، إِذا أعملتم فِيهَا رَأْيكُمْ السديد قد عَادَتْ إِلَى خير أحوالها، والبلاد بيمن تدبيركم، قد شفى مَا ظهر من