وَمن ذَلِك
الْمقَام الَّذِي وده متأكد الْوُجُوب، وَوجه فَضله لَيْسَ بالمحجوب، وَعقد فَضله متقرر فِي الْقُلُوب، وَنِيَّته الصَّالِحَة متكفلة لِلْإِسْلَامِ وَأَهله بنيل الْمَطْلُوب، وبلوغ المرغوب، مقَام مَحل أخينا الَّذِي شَأْننَا كُله تشيع لَهُ وخلوص، وَحكم ودنا فِيهِ عُمُوم وخصوص، وثنا اعتقادنا الْجَمِيل فِيهِ على أساس ابتغا رضوَان الله مرصوص، [أبقاه الله] رفيع الْقدر، عَزِيز الْأَمر، معترفا بِوُجُوب حَقه لِسَان الدَّهْر، مُعظم مِقْدَاره الخليق بالتعظيم، الْمثنى على مجده العالي، وفضله العميم، المعتد مِنْهُ بالذخر الْكَرِيم، فلَان.
أما بعد حمد الله الَّذِي إلهامنا إِلَيْهِ من أعظم نعمه، وهدايتنا إِلَيْهِ من أكْرم كرمه. منجح بأخلص من وَسَائِل الود وذممه، وموفق الآراء إِلَى سلوك قَصده الْوَاضِح وأممه، الَّذِي عَلَيْهِ نتوكل فِي مبدأ كل أَمر ومختتمه، فنظفر من السعد بأوفر قسمه، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله الَّذِي تسير الْأَنْبِيَاء والإرسال تَحت علمه، سيد الْكَوْن بَين عربه وعجمه، وَنور الله الَّذِي أذهب مَا تكاثف من غياهب الْبَاطِل وظلمه، وغيث الرَّحْمَة الَّذِي تمد يَد السُّؤَال إِلَى استقامة ديمه. وَالرِّضَا عَن آله وأنصاره، السالكين مناهج سجاياه الشَّرِيفَة وشيمه، الآوين من اتِّبَاعه إِلَى أمنع حرمه، المثابرين على إعلاء معلمة المهتدين بِفِعْلِهِ وَكلمَة. وَالدُّعَاء لمقامكم الأسمى بنصر عَزِيز تكون الْفتُوح الغر من خدمه، وَسعد يُغني عَن اختبار نصب الْفلك الدوار وتعديل أنجمه، وصنع تكفل الْعِنَايَة الآلهية بإيضاح محكمه. فَإنَّا كتبنَا إِلَيْكُم، كتب الله لكم تأييدا يقر عين الْإِسْلَام برسوخ قدمه.