من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَلَا زَائِد بِفضل الله، إِلَّا الْخَيْر الَّذِي يُقَوي باعتداد بَابَكُمْ سَببه، وَيبين مذْهبه، واليسر الَّذِي يَتَأَتَّى بإعانتكم أمل الْإِسْلَام ومطلبه. وَعِنْدنَا من الْبر لكم عقائد لَا يدْخل الشَّك أُصُولهَا، وَلَا يعْتَرض النَّقْد فصولها، وَلَا تفوت الْأَيَّام محصولها، وَمن الِاعْتِدَاد بجهاتكم عَزمَات يشحذ الْحق نصولها، وآمال يرتب حسن الظَّن بِاللَّه صلتها وموصولها. وَإِلَى هَذَا أيد الله أَمركُم، وأعز نصركم، فإننا بادرنا تعرفكم بِمَا حدث عندنَا من قَضِيَّة أخيكم أبي الْفضل الَّذِي كُنَّا وثقنا فِيمَا كُنَّا شرطنا عَلَيْهِ من الهدو والاستقامة بِحسن عَهده، ورجونا عمله فِيهِ على شاكلة مجده، وأصلنا لَهُ أصلا ظننا وُقُوفه عِنْد حَده، وَأَنه قيض لَهُ من يَعْقُوب بن أبي عياد مثير عجاجه ومنفق لجاجه، صدع بهَا شَمل سكونه، وانسحاب الْعَافِيَة عَلَيْهِ، صدع زجاجه، فورى بِقَصْدِهِ ربط الْعِبَادَات، وأماكن الْقرب المودات وَقد أضمر الْحِيلَة، وأكذب فِيهِ المخيلة، وَلحق بالروم فِي عدد نذر، وَطَائِفَة لَا تستقل بِأَمْر، متورطا فِي لجج هائلة، بآراء فائلة، وأننا اتهمنا أَخَاهُ، وَابْني عَمه بالإدمان فِي قَضيته، وَالْعلم بِمَا كَانَ فِي طويته، وأنكرنا عَلَيْهِم مَا كَانَ من إخفاء هَذَا الْغَرَض، الَّذِي أَخذنَا عَلَيْهِم بإعلامنا بِهِ اشد الْمِيثَاق، وركنا إِلَى مَا تَقْتَضِيه أَصَالَة الأحساب، وَمَكَارِم الْأَخْلَاق، فنضا شَمل جَمَاعَتهمْ واستوعبها، وراع جُمْلَتهمْ وأرعبها، ومازلنا نبحث عَن أَحْوَالهم، ونواصل النقير عَن أَقْوَالهم وأعمالهم، ونختبر مَا نطنا بهم من الشيم الداعية إِلَى اعتقالهم، والريب الحاملة على نكالهم، فَثَبت عندنَا بَرَاءَة جوانبهم، وسلامة مذاهبهم، وحققنا من بسط الْأَحْوَال، واستقل لدينا أتم الِاسْتِقْلَال أَن أَبَا الْفضل