الْعَدو الكفور. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد المبتعث بِالْهدى والنور الْهَادِي إِلَى السَّبِيل الْوَاضِح وَالسّنَن الْمَأْثُور، الَّذِي بجاهه نرد موارد السرُور، وببركته نستقبل وُجُوه الْخَيْر بادية السفور. [وبالاعتماد على رُكْنه الْأَقْوَى نتعرف عوارف السعد فِي الدُّنْيَا وَيَوْم النشور] وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه الَّذين كَانُوا فِي سَمَاء الْملَّة الحنيفية أَمْثَال البدور، وَفِي لبتها كاللآلي والشذور، الَّذين دافعوا عَنَّا فِي حَيَاته بالحسام المطرور، وخلفوه بعد مماته بالسعي المبرور، والدعا لمقامكم الْأَعْلَى بصلَة النَّصْر الْمَشْهُور، والصنع الْكَفِيل لِلْإِسْلَامِ وَأَهله بالسرور. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم أَسْنَى مواهب الْخَيْر الموفور. وَجعل الْعَاقِبَة الحميدة لملككم الْمَنْصُور.
من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَعِنْدنَا من التَّشَيُّع فِي مقامكم الْأَعْلَى، مَا هُوَ أوضح من النَّهَار، وَأجلى من شروق الْأَنْوَار، فبحسبه نبادر إِلَى مقامكم بأنباء الْأَخْبَار، ونحرس على بسط الْأَعْذَار، ونبذل من إمحاض النِّيَّة لكم مَا يُعلمهُ الْعَالم بخفيات الْأَسْرَار. وَإِلَى هَذَا أيد الله أَمركُم، وأعز نصركم، فَإِن الْإِنْسَان وَإِن توصل إِلَى معرفَة الظَّوَاهِر والبواطن عَنهُ محجوبة، والخفيات إِلَى علم الله، لَا إِلَى غَيره منسوبة، وَله فِي كل شَيْء أَحْكَام مَكْتُوبَة. وَكُنَّا عرفنَا مقامكم الْأَعْلَى بِمَا عندنَا من صرف نظر الملاحظة إِلَى من لدينا من إخْوَانكُمْ وقرابتكم، بِحَيْثُ لَا يبرح رقيبها وَلَا يخْتل ترتيبها، وإننا نصل التفقد إِلَى أَحْوَالهم، وندلي الْعُيُون إِلَى أَقْوَالهم وأعمالهم، فجرينا من ذَلِك على السّنَن اللاحب وقمنا مِنْهُ بِالْوَاجِبِ، وَلم نَدع جهدا إِلَّا سلكنا مِنْهُ أوضح الْمذَاهب. وَمن اضمر المكيدة يرتقب أوانها، ويلتمس مَكَانهَا، والخواطر لَا يعلم إِلَّا الله شَأْنهَا، وبظاهر