ذَمِيمًا شتيما، وبوأناه مبوأ كَرِيمًا، بعد أَن نَشأ حرفوشا ذَمِيمًا، وملعونا لئيما، ونوهناه من خموله بِالْولَايَةِ، ونسخنا حكم تسحبه بِآيَة الْعِنَايَة، دَاخل أَخا لنا، كُنَّا ألزمنا الِاقْتِصَار على قصره، وَلم نجْعَل أَدَاة تدل على حصره، وسامحناه فِي كثير من أمره، وَلم نرتب بزيده وَلَا عمره، واغتررنا برماده على حجره، فاستدعى لَهُ من الصعاليك شيعته كل درب بفك الأغلاق، وتسرب انفاق النِّفَاق، وخارق للْإِجْمَاع والاصناق، وخبير بمكايد الخراب ومذاهب الْفُسَّاق، وتسور بهم القلعة من ثلم شرع فِي سَده بعد هده، وَلم تكمل الأقدار المميزة فِي حَده، فِي لَيْلَة آثرنا مبيتها بِبَعْض الْبَسَاتِين خَارج قَصرنَا، واستنبنا من يضطلع بأمورنا، فَاسْتَتَمَّ الْحِيلَة الَّتِي شرعها، واقتحم القلعة وافترعها، وجدل حرسة الْعَوْرَة وصرعها، وكبس مَحل النَّائِب عَنَّا وحدله، وَلم ينشب أَن جدله، واستخرج الْأَخ اليايس فنصبه، وَشد بِهِ تَاج الْولَايَة وعصبه، وابتز أمرنَا وغصبه، وتوهم النَّاس أَن الْحَادِثَة على ذاتنا قد تمت، والدبرة بِنَا قد ألمت، وَلَقَد هَمت بخذل النَّاصِر وانقطعت الأواصر، وأقدم المتقاصر، واقتحمت الأبهاء والمقاصر، وَتَفَرَّقَتْ الْأَجْزَاء وتحللت العناصر، وفقد من عين الْأَعْيَان النُّور الباصرة فَأَعْطوهُ طَاعَة مَعْرُوفَة، وأضحت الْوُجُوه إِلَيْهِ مصروفة، وركضنا وسرعان الْخَيل تقفو أثر شجاتنا والظلام يخفيها، وتكفي علينا السَّمَاء وَالله يكفيها، إِلَى أَن خلصنا إِلَى مَدِينَة وَادي آش خلوص الْقَمَر من السرَار، لَا نملك إِلَّا نفسا مسلمة لحكم الأقدار، ملقية لله مقادة الِاخْتِيَار، مسلوبة الْملك [والبل د والأهل] وَالْولد والشعار والأثار، لَا تعرف سَببا لنكث الْعَهْد من بعد الْعَمَل بِمُوجبِه والاستقرار. وناصحنا أهل الْمَدِينَة فعملوا على الْحصار، واستبصروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015