بأجنحة الغرام تيمنا بطيره، وقصدته الطَّلَائِع صُحْبَة بلج بن بشر وَغَيره ففتحت الأقفال، [ونفلت الْأَنْفَال، ونجح الفال] ودسمت الأغفال، وافتتحت الْبِلَاد الشهيرة، وانتقيت العذارى الْخيرَة [واقتنيت الذَّخِيرَة] وَتجَاوز الْإِسْلَام الدروب وتخطا، وخضد الأرطى وأركب وأمطى، واستوثق واستوطى، وتثاءب وتمطى، حَتَّى إِذا تعدّدت مراحل الْبَرِيد، وسخنت عين الشَّيْطَان المريد، واستوسق الْإِسْلَام ملك ضخم السرادق، مرهوب البوارق، رفيع الْعمد، بعيد الأمد، تشهد بذلك الْآثَار وَالْأَخْبَار، والوقائع الْكِبَار، والأوراق والأسطار، وَهل يخفي النَّهَار. وَلكُل هبوب ركود، والدهر حسود لمن يسود، فراجعت الفرنج كرتها، واستدركت معرتها، فدوخت جوارحها. وحلقت، وأومضت بوارقها وتألقت، وتشبثت وتعلقت، وارسلت الأعنة وأطلقت، وراجعت العقائل الَّتِي طلقت، حَتَّى لم يبْق من الْكتاب إِلَّا الْحَاشِيَة، وَلَا من اللَّيْل إِلَّا الناشية، وَسَقَطت الغاشية، وأخلدت ألفية المتلاشية، وتقلصت الظلال الفاشية. إِلَّا أَن الله تدارك بِقوم [رجح] من سلفنا، استثبتوا فِي مستنقع الْحَرْب أَقْدَامهم، وَأَخْلصُوا لله بأسهم وأقدامهم، ووصاوا سيوفهم الباترة بخطاهم، وَأَعْطَاهُمْ منشور الْعِزّ من أَعْطَاهُم، حَتَّى تعين الدّين وتحيز، واشتهر بالموافقة وتميز، وعادت الحروب سجالا، وَعلم الرّوم أَن لله رجَالًا. وَقد أوفد جدنا رَضِي الله عَنهُ، على أَبْوَاب سلفكم من وقائعه فِي الْعَدو كل منتشره، ووجودية نتشرة، ضحِكت لَهَا ثغور الثغور. وسرت فِي الأعطاف حميا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015