إِلَّا أَن الْإِسْلَام فِي سفط مَعَ الْحَيَّات، ودريئة للمنيات الوحيات، وهدفا للنبال، وأكلة للسبال، تَطَأهُمْ الغارات المتعاقبة، وتتخيفهم الْحُدُود المصاقبة، وتجوس خلالهم الْعُيُون المراقبة، وتريب من أشكال مختطهم، إِلَّا بِفضل الله الْعَافِيَة. فَلَيْسَ إِلَّا الصَّبْر، وَالضَّرْب الهبر والهنى والتبر والمقابلة والجبر. وَقد حَال الْبَحْر بَينهم وَبَين إخْوَان ملتهم وأساة علتهم، يقومُونَ بِهَذَا الْغَرَض عَن أهل الأَرْض، ويقرضون ملك يَوْم الْعرض أحسن الْقَرْض، فلولا بعد المدى، وغول الردى، ولغط العدا، وَمَا عدا عمائدا، لسمعتم تَكْبِير الحملات، وزئير أسود تِلْكَ الفلات، ودوى الحوافر، وصليل السيوف من فَوق المقاصر، وصراخ الثكالى، والارتفاع إِلَى الله تَعَالَى، وَلَو ارْتَفع قيد الْمَكَان، وَهُوَ للأولياء مثلكُمْ، من حيّز الْإِمْكَان. لمغلتم مقل الأسنة الزرق، حَالَة من أَطْرَاف قضب الرماح محَال الْوَرق، وأبصرتم القنا الخطار قد عَاد أخله، وَالسُّيُوف قد صَارَت فَوق بدور الْحُدُود أهلة، وعقود الشَّهَادَة عِنْد قَاضِي السَّعَادَة مُسْتَقلَّة. وَكَانَ كَمَا تحضره علومكم الشَّرِيفَة، حذق سُورَة الْفَتْح، وَآخر دلاء ذَلِك الْمنح، عرض على الْفَارُوق فاحتاط، وأغرى بِهِ من بعده فاستشاط، واختط وخاط، وسرحت خيل ابْن أبي سرح، فِي خبر يَدْعُو إِلَى الشَّرْح، حَتَّى إِذا ولد مَرْوَان تقلدوا كربتها الَّتِي هوت، وخضموا مَا أنضجت وَرَثَة الْحق وشوبت، ويدهم على الْأَمر احتوت، وفازت مِنْهُ بِمَا نَوَت، نفل ولايده الْوَلِيد، وجلب لَهُ الطارف والتليد، وطرقته خيل طَارق، وَضَاقَتْ عَن أخباره المهارق، وجلت الْفَائِدَة، وَظهر على الذَّخِيرَة الَّتِي مِنْهَا الْمَائِدَة. ثمَّ استرسل المهب، وَنصر الرب، وَيكثر الطير حَيْثُ ينتشر الْحبّ، وصرفت أسراب الشَّام أعفتها إِلَى التمَاس خَيره، وطارت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015