عَلَيْهَا لَا يتَأَخَّر، وَكلمَة بِتَثْلِيث الله تَفْخَر، [تَعَالَى الله عَن ذَلِك] ، وَأمة لَا تصون نفوسها عَن الْمَوْت وَلَا تذخر. وَعِنْدنَا من التَّعْظِيم لتِلْك الْأَبْوَاب، مَا لَو اعتقدته الرِّيَاح لسكنت وقارا، أَو الأفلاك مَا الفت مدارا، توسع عَن أنبائكم مطالع الصَّباح استخبارا، ونستهدي لطائفها أنفاس الرِّيَاح أصائل وأسحارا، ونقنع بِالْقَلِيلِ قنوع الْمُحب إِذا لم يجد مزارا، ونعد من الِاسْتِغْرَاق بجهاد المُرَاد المراق عَن مراسلة تِلْكَ الْآفَاق أعذارا، لَا يوسعها الْحق إِلَّا قبولا وإيثارا. وَلما ضَاقَ نطاق الصَّبْر عَن ذَلِك عَمَّا يواريه، وَأصْبح بَين خجل يلقيه، وأمل يغريه، وبرى اليراع [إِلَى مَكَّة] شوق كَاد يفنيه عَمَّن يبريه، أصدرنا هَذِه المخاطبة الحمرا، قد ورد خدها الخجل، وَقصر عَن الْقيام بعذرها الْمَرْوِيّ والمرتجل، تنوب عَن الْكَلَام بِالْإِشَارَةِ، وَتخَاف الرَّد لإغفال الزِّيَارَة. واقفة بِبَاب الإيوان، متقاصرة بدارة الخوان عَن رتب الإخوان، قصاراها تَحْصِيل الإغضا عَن قُصُورهَا، وَرفع الإهمال عَن سورها، والارتما عَن غربتها، وَبعد رتبتها، ورعى وسيلتها وقربتها. فلتنعم الْأَبْوَاب الشَّرِيفَة، بالإصغاء، وليلغ عَن بَاب الإلغا، ولتعلم مجالسها الممهدة على التَّقْوَى المؤسسة، وحلومها المشرقة المقدسة، أَن هَذَا الْقطر الَّذِي أفضت إِلَيْنَا رعاياه، ومهدت لسياستها أكوار مطاياه، وَجعلت بيدنا، والْمنَّة لله، عباب عطاياه، قطر مُسْتَقل بِنَفسِهِ، مرب يَوْمه فِي الْبر على أمسه، زكي المنابت، عذب المشارب، متمم المآمل، مكمل المآرب، فاره الْحَيَوَان، معتدل السّمن والألوان، وسيطة فِي الأقاليم السَّبْعَة، شاهدة لله بِأَحْكَام الصَّنْعَة، أما خيله ففارهة، وَإِلَى الركض شارهة، وَأما سيوفه فلمواطن الغمود كارهة، وَأما أسله فَحسن النَّعْت، لين الْعَطف، وَأما أسنته فمتداركة الخطف، وَأما عوامله فَبَيِّنَة الْحَذف، وَأما نباله فمحذورة الْقَذْف،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015