الملوان، وتتزاحم على تربته المقدسة مَعَ الأحيان، مَا سجعت طيور البراعة فِي أغماد اليراعة على الأفنان، والتفتت عُيُون الِالْتِفَات من بَين أجفان الْبَيَان. وَالدُّعَاء لمقام أبوتكم الشَّرِيفَة، جعل الله عصمته يُقيم بهَا وظيفتي الحجابة والاستئذان، وَضرب بدعوتها الَّتِي هِيَ لِدَة الْإِمَامَة وَالْأَذَان على الآذان، واستخدم بِروح الْفلك الدوار فِي أمرهَا الْعَزِيز الْأَنْصَار والأعوان، حَتَّى يعْمل فِي المدافعة عَن حماها مخالب السرحان، وَفِي الإشادة بعدلها كفتى الْمِيزَان، وَيهْدِي لَهَا من الزهرة كرة الميدان، وَمن الْهلَال عوض الصولجان، وَأبقى فِي عواملها ضمير الْأَمر والشان، إِلَى يَوْم تعنى وُجُوه الْمُلُوك إِلَى الْملك الديَّان. فإننا كتبناه إِلَى تِلْكَ الْأَبْوَاب، كتب الله لعتبها النَّصْر الدَّاخِلَة، كَمَا أخجل بمكارمها السَّحَاب الباخلة، وَجعل مفارق مناصلها المختضبة، من نجيع عَداهَا، عين الناصلة، وَقرن بِكُل سَبَب من أضدادها فاصلة.

من دَار ملك الْإِسْلَام بالأندلس، حَمْرَاء غرناطة، وصل الله سُبْحَانَهُ عَادَة الدفاع عَن أرجائها، وَشد بأيدي الْيَقِين عرى أملهَا فِي الله ورجائها حَيْثُ المصاف الْمَعْقُود، وَثمن النُّفُوس المنقود، ونار الْحَرْب ذَات الْوقُود، حَيْثُ الْأُفق قد تردى بالقتام وتعمم، وَالسيف قد تجرد وَتيَمّم، وغبار الْجِهَاد يَقُول أَنا الْأمان من دُخان جَهَنَّم، حَيْثُ الْإِسْلَام من عدوه، كَالشَّامَةِ من جلد الْبَعِير، وَالتَّمْرَة من أوسق العير، حَيْثُ المصارع تتزاحم الْحور على شهدائها، والأبطال يَعْلُو بِالتَّكْبِيرِ مسمع ندائها، حَيْثُ الْوُجُوه الضاحكة المستبشرة قد زينتها الكلوم، وفر عَن سماتها اللوم، ودارت بهَا الْجَوَامِع تواريها، وسلمت مِنْهَا النُّفُوس إِلَى الله مشتريها، حَيْثُ لَا آله إِلَّا الله قد اقتطعها عَمَّن وَرَاءَهَا، بَحر يزخر، وَكفر عَن الْإِقْدَام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015