معالم الدّين، قامع الْمُعْتَدِينَ، قاهر الْخَوَارِج والمتمردين، نَاصِر السّنة، مُحي الْملَّة، ملك البرين والبحرين، سُلْطَان الْحَرَمَيْنِ، الْملك الْعَادِل الْعَالم الْعَامِل الطَّاهِر الظَّاهِر، الأسعد الأصعد الأوحد، الْأَعْلَى، الْمَنْصُور الْمُؤَيد المعان، المرفع الْمُعظم المبجل، الْمُجَاهِد المرابط الْغَازِي، الممجد المكمل المطهر، الْكَبِير الشهير، الْمُقَدّس الْملك النَّاصِر، أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن قلاون الصَّالِحِي، جعل الله قسطاس دَعوته معمودا بعمود الصُّبْح، وحركات عزمه مَبْنِيَّة على الْفَتْح، ومجمل سعادته غَنِيا عَن الشَّرْح، وجياد أَوْصَافه متبارية فِي ميدان الْمَدْح، وزناد آرابه وارية عَن الْقدح. مُوجب حَقه وجوب الشعائر الْخمس، المرحب لأجل أفقه الشَّرْقِي بوفادة الشَّمْس، المجدد فِي الْيَوْم حكم مَا تقرر بَين السّلف، رَحمَه الله، فِي الأمس، أَمِير الْمُسلمين بالأندلس، عبد الله الْغَالِب بِهِ، مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن فرج بن نصر. سَلام كريم طيب كَمَا زحفت راية الصَّباح، تقدمها طلائع مُبَشِّرَات الرِّيَاح، تفاوح زهر الأدواح، وتحاسن طرر الْوُجُوه الملاح، يخص أبوتكم، الَّتِي رتب الْعِزّ فصولها، [وعضدت نُصُوص النّظر فصولها] ، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

أما بعد حمد الله الذى جعله فَاتِحَة الْقُرْآن، وخاتمة دَعَا أهل الْجنان، وشكره على مَا أولى من مواهب الْإِحْسَان حمدا وشكرا، استخدما زمر الْإِحْسَان، ملكتي الْقلب وَاللِّسَان. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد، رَسُوله، زهرَة كمامة الأكوان، وَسيد ولد آدم، على اخْتِلَاف اللُّغَات والألوان، الَّذِي أذلّ بعزة الله أنوف الطغيان، وغطى بِدِينِهِ الْحق على الْأَدْيَان، زويت لَهُ الأَرْض، فَرَأى ملك أمته، يبلغ مَا زوى لَهُ، فَكَانَ الْخَبَر وفْق العيان، وَالرِّضَا عَمَّن لَهُ من الْأَصْحَاب والأحباب والأعمام والأخوال والإخوان، صَلَاة يجددها الجديدان، ويمليها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015