وناصر هَذِه الجزيرة من أوليائه الْكِرَام السّير، بِمن يوسعها فضلا وعطفا، ويدنى ثمار الآمال، فنتمتع بهَا اجتناء وقطفا. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد، النَّبِي الْعَرَبِيّ الْكَرِيم، الرؤوف الرَّحِيم، الَّذِي مد من الرَّحْمَة على الْأمة سجفا، وملأ قلوبها تعاطفا وتعارفا ولطفا، الْقَائِل من أَيقَن بالخلف جاد بِالْعَطِيَّةِ، ووعد من عَامل الله بِرِبْح الْمَقَاصِد السّنيَّة، وَعدا لَا نجد فِيهِ خلفا. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، الَّذين كَانُوا من بعده لِلْإِسْلَامِ كهفا، وعَلى أَهله فِي الهواجر ظلا ملتفا، غيوث الندا، كلما شاموا سماحا وليوث العدا كلما شهدُوا زحفا. وَالدُّعَاء لمقام أخوتكم الأسعد بالنصر الَّذِي يكف من عدوان الْكفْر كفا، وَالْمجد لذِي لَا يُغَادر كِتَابه من المفاخر، الذى ترك الأول للْآخر حرفا. والى هَذَا أيدكم الله بنصر من عِنْده، وَحكم لملككم الأسمى باتصال سعده، وأنجحز فِي ظُهُوره على من عاند أمره سَابق وعده. فإننا نقرر لَدَى مقامكم، وَإِن كَانَ الْغَنِيّ بأصالة عقله، عَن اخْتِلَاف الشَّاهِد وَنَقله، [وجلاء الْبَيَان وصقله] أَن الْهَدَايَا، وَإِن لم تحل الْعين بهَا كلما حلت، أَو تناوبها الاستنزار فَمَا نبهت فِي لحظ الِاعْتِبَار وَلَا جلت، أَو كَانَت زيفا كلما أغرى بهَا الِاخْتِيَار قلت، لَا بُد أَن تتْرك فِي النُّفُوس ميلًا، وَأَن تستدعي من حسن الْجَزَاء كَيْلا، وَأَن تنَال من جَانب التعاطف والتراحم نيلا. وَأي دَلِيل أوضح محجة، وَأبين حجَّة من قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، تهادوا تحَابوا، من غير تَبْيِين مِقْدَار، وَلَا إِعْمَال اعْتِبَار، وَلَا تفرقه بَين لجين وَلَا نضار. فَكيف إِذا كَانَت الْهَدِيَّة، فلذة الكبد، الَّذِي لَا يلذ الْعَيْش بعد فراقها، وَلَا تضيء ظلم الجوانح إِلَّا بعد طُلُوع شمسها وإشراقها. وَجمع الشمل الَّذِي هُوَ أقْصَى آمال النُّفُوس الألفة، والنواظر المصاحبة للحنين المحالفة، وَلَا سِيمَا إِذا اقتعدت محمل الهنا، بِالْفَتْح الرَّائِق السنا، وَخفت بهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015