جرده، فَسخرَ لَهُ الْفلك، وأمل أَن يستخدم بِسَبَبِهِ ذَلِك الْملك، فَأوردهُ الهلك، وَالظُّلم الحلك. وَعلمنَا أَن طرف سعادته كاب، ومنجاة آماله غير ذَات انسكاب وَقدم غرَّة لم يسْتَقرّ من السداد فِي غرز ركاب، وَأَن نجاح أَعمال النُّفُوس، مُرْتَبِط بنياتها، وغايات الْأُمُور تظهر فِي بداياتها، وعوائد الله فِيمَن نَازع قدرته لَا تجْهَل، وَمن غَالب أَمر الله خَابَ مِنْهُ الْمعول. فَبينا نَحن نرتقب خسار تِلْكَ الصَّفْقَة المعقودة، وخمود تِلْكَ الشعلة الموقودة. وصلنا كتابكُمْ يشْرَح الصَّدْر بشرح الْأَخْبَار، وَيهْدِي طرف المسرات على أكف الاستبشار، ويعرب بِلِسَان حَال المسارعة والابتدار، عَن الود الْوَاضِح وضوح النَّهَار، والتحقق لخلوصنا الَّذِي يُعلمهُ عَالم الْأَسْرَار، فَأَعَادَ فِي الإفادة وأبدا، وأسدى من الْفَضَائِل الجلائل مَا أسدى. فَعلمنَا مِنْهُ مآل من رام أَن يقْدَح زند الشتات [من بعد] الالتئام، ويثير عجاج الْمُنَازعَة من بعد ركود القتام. هَيْهَات تِلْكَ قلادة الله الَّتِي مَا كَانَ يَتْرُكهَا بِغَيْر نظام، وَلم يدر أَنكُمْ نصبتم لَهُ من الحزم حبالة لَا يفلتها قنيص، وسددتم لَهُ من السعد سَهْما مَا لَهُ عَنهُ من محيص، بِمَا كَانَ من إرْسَال جوارح الأسطول السعيد فِي مطاره، حَائِلا بَينه وَبَين أوطاره، فَمَا كَانَ إِلَّا التَّسْمِيَة والإرسال، ثمَّ الْإِمْسَاك والقتال، ثمَّ الاقتيات والاستعمال، فيا لَهُ من زجر، استنطق لِسَان الْوُجُود فجدله، واستنصر بالبحر فخذله، وصارع الْقدر فجدله لما جد لَهُ، وان خدامكم استولوا على مَا كَانَ فِيهِ من مُؤَمل غَايَة بعيدَة، ومنتسب إِلَى نصبة غير سعيدة، وشاني عمرته من الْكفَّار خدام المَاء، وأولياء النَّار، فحكمت فيهم أَطْرَاف العوالي، وصدور الشفار، وَتحصل مِنْهُم من تخطاه الْحمام، قَبْضَة الإسار. فعجبنا من تيسير هَذَا المرام، وإخماد الله لهَذَا الضرام، وَقُلْنَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015