تكييف لَا يحصل فِي الأوهام، وتسديد لَا تَسْتَطِيع إِصَابَته السِّهَام، كلما قدح الْخلاف زندا، أطفأ سعدكم شعلته، أَو ظهر الشتات ألما، أَبْرَأ يمن طائركم غَلَّته. مَا ذَلِك إِلَّا لنِيَّة صدقت معاملتها فِي جنب الله وَصحت، واسترسلت بركتها وسحت، وَجِهَاد نذرتموه، إِذا فرغت شواغلكم وتمت، واهتمامكم بِالْإِسْلَامِ يَكْفِيهِ الخطوب الَّتِي هَمت. فَنحْن نهنيكم بمنح الله ومننه، ونسله أَن يلْبِسكُمْ من اعتنائه أَو فى جننه، فآمالنا أَن تطرد آمالكم، وتنجح فِي مرضات الله أَعمالكُم، فمقامكم هُوَ الْعُمْدَة الَّتِي نُقَاتِل الْعَدو بسلاحها، وتتبلج ظلمات كفره بأنوار صباحها، وتنام الْعُيُون الساهرة تَحت ظلال صفاحها. فَكيف لَا نهنيكم بصنع على جهاتنا يعود، وبآفاقنا تطلع مِنْهُ السُّعُود، فتيقنوا مَا عندنَا من الِاعْتِقَاد الَّذِي رسومه قد اسْتَقَلت واكتفت، وديمة بسابحة الود قد وكفت. وَالله عز وَجل يَجْعَل لكم الْفتُوح عَادَة، وَلَا يعدمكم غَايَة وسعادة، وَهُوَ سُبْحَانَهُ يعلى مقامكم، ويهنى الْإِسْلَام أيامكم. وَالسَّلَام الْكَرِيم يخصكم، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

وَمن ذَلِك

الْمقَام الَّذِي يُغني عَن كل مَفْقُود بِوُجُودِهِ، ويهز بِهِ إِلَى جميل العوائد أعطاف بأسه وجوده، ونستضيء عِنْد إظلام الخطوب بِنور سعوده، ونرث من الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ أَسْنَى ذخر يَرِثهُ الْوَلَد عَن آبَائِهِ وجدودوه، مقَام مَحل أَبينَا الَّذِي رعى الأذمة شانه، وصلَة الرعى، سجية انْفَرد بهَا سُلْطَانه، ومواعد النَّصْر ينجزها زَمَانه، القَوْل وَالْفِعْل فِي ذَات الله، تكفلت بهَا يَده الْكَرِيمَة وَلسَانه، وتطابق فِيهَا إسراره وإعلانه. السُّلْطَان الكذا، ابْن السُّلْطَان الكذا، أبقاه الله محروسا من غير الْأَيَّام جنابه، مَوْصُولَة بالوقاية الإلهية أَسبَابه، مسدولا على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015