الأحقاب، فَجعل سيفكم سِفَاحًا، وعلمكم منصورا، ورأيكم رشيدا، وعزمكم مؤيدا.

فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم صنعا، يشْرَح لِلْإِسْلَامِ خلدا، ونصرا يُقيم للدّين الحنيف أودا، وَعزا يمْلَأ أَفْئِدَة الْكفْر كمدا، وجعلكم مِمَّن هيأ لأَمره رشدا، وَيسر لكم الْعَاقِبَة الْحسنى، كَمَا وعد فِي كِتَابه، وَالله أصدق موعدا. من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله. وَلَا زايد بِفضل الله سُبْحَانَهُ، إِلَّا استطلاع سعودكم فِي آفَاق الْعِنَايَة، واعتقاد جميل صنع الله لكم فِي الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة، وَالْعلم بِأَن ملككم، تحدى من الظُّهُور على أعدائه بِآيَة، وأجرى جِيَاد السعد فِي ميدان لَا يحد بغاية، وخرق حجاب الْمُعْتَاد بِمَا لم يظْهر إِلَّا لأَصْحَاب الْكَرَامَة وَالْولَايَة. وَنحن على مَا علمْتُم من السرُور بِمَا يهز لملككم الْمَنْصُور عطفا، ويسدل عَلَيْهِ من الْعِصْمَة سجفا، تقاسمه الارتياح لمواقع نعم الله يصفا ويضفا، وبفقد بَين أنباء مسرته، وَبَين الشُّكْر لله حلفا، ونعد التَّشَيُّع مِمَّا يقرب إِلَى الله زلفى، ونؤمل من أمداده، ونرتقب من جهاده وقتا يكفل بِهِ الدّين ويكفا، وتروى علل النُّفُوس وتشفى. وَإِلَى هَذَا وصل الله سعدكم ووالى نصركم وعضدكم، فإننا من لدن صدر عَن أخيكم أبي الْفضل، مَا صدر من الانقياد، لخدع الآمال، والاغترار بموارد الْآل، وفال رَأْيه فِي اقتحام الْأَحْوَال، وتورط فِي هفوة، صَار فِيهَا حيرة أهل الْكَلَام فِي الْأَحْوَال، وناصب من أَمركُم السعيد، جبلا قضى الله لَهُ بالاستقرار والاستقلال، وَمن ذَا يزاحم الأطواد ويزحزح الْجبَال، وأخلف الظَّن منا فِي وفائه، وأضمر عملا اسْتَأْثر عَنَّا بإخفانه، وَاسْتظْهر من عَدو الدّين بِمعين قل مَا ورى لمن استنصر بِهِ زند، وَلَا حقق لمن تولاه بالنصر بند، وَأَن الطاغية أَعَانَهُ وأنجده، وَرَأى أَنه سهم على الْمُسلمين سدده، وعضب للفتنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015