أما بعد حمد الله الَّذِي شملنا فَضله، ونهج لنا من التحاب منهجا تُفْضِي إِلَى السَّعَادَة سبله. فالدين مُتَّصِل حبله، مُجْتَمع شَمله، والأمن مديد ظله، واليمن رحيب مَحَله، وَالْإِسْلَام مُتَحَقق عزه، وَالْكفْر متوقع ذله. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْهِ نتوكل، وَبِيَدِهِ الْأَمر كُله. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد النَّبِي الْكَرِيم، الَّذِي بِهِ ختم رسله، وَالَّذِي بِفنَاء جاهه نلقى رَحل الرَّجَاء ونحله، وبحبه نستدر خلف السَّعَادَة فيدر رسله. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، وأحزابه وأشياعه الَّذين عزبهم نَصره، وَمضى فِي الْأَعْدَاد نصله [حَتَّى سما فرع دينه وَثَبت أَصله] ورسم بالعز جنسه وفصله. وَالدُّعَاء لمقامكم الْأَعْلَى بالنصر الَّذِي لَا ينْفَصل سَببه، وَلَا ينفصم وَصله، والسعد الَّذِي تصيب أغراض الآمال نبله، كَمَا خصكم بِالْفَضْلِ الَّذِي لَا يسع جَهله، وذخركم لنصر الدّين يؤمل دفاعكم ناشئه وكهله. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم من الْعِزّ أوفاه قسما، وَمن الصنع الْجَمِيل أوضحه رسما، وَمن السعد [المساعد أثْبته] رسما، وأكرمه اسْما ومسما، وَلَا زَالَت بعزكم حوزة الْحق تحمى، وشاكلة النَّصْر ترمى. فإننا لَو تنخلنا آمالنا، واعتبرنا بمعيار الِاخْتِيَار أَعمالنَا، لوجدنا صلَة ودكم لبابها، وحسبناها جسوما وقوى التَّشَيُّع لكم ألبابها، وبودنا لذَلِك أَن تكون المخاطبات تَتَعَدَّد بِتَعَدُّد أَجزَاء الزَّمَان وتنتظم على السَّاعَات انتظام الجمان. فَلَا نزال نثابر على ذَلِك بِجهْد الْإِمْكَان، ونعذر الْعَزْم مهما احْتج بتزوح الْمَكَان، وإننا الْآن وجهنا من يجدد الْعَهْد بِهَذَا الْغَرَض، وَيقوم مِنْهُ بِالْوَاجِبِ المفترض، ويصحب مَا حمل الإدلال عَلَيْهِ من قَلِيل، سوغه الْفضل الْكثير، ويسير بِحل بغناء الْمجد الْكَبِير، من مطايا تشرفت بخدمته، وَغير ذَلِك من مُعْتَاد يتوسل إِلَى قبُوله بِمَا سبق من أذمته، وَهُوَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015