وصنايع فِي صحف الْأَيَّام مرسومة، وعناية إلهية منطوقة دلالتها ومفهومة. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَنعم الله واكفة، ومواهبه مترادفة، ومذاهب التَّشَيُّع على رسوم الِاعْتِقَاد الْجَمِيل عاكفة، وركايب الاستمداد بِرُكْن مقامكم الرفيع الْعِمَاد طَائِفَة. وَإِلَى هَذَا أيد الله أَمركُم، وأعز نصركم، كَمَا شرح لشكر أنعمه صدركم، وَأَعْلَى بإضمار مَا يرتضيه أَمركُم. فإننا ورد علينا كتابكُمْ الْكَرِيم الْوِفَادَة، الَّذِي رقمته أَطْرَاف اليراع، وإنهاء الصناع، وجادته سحائب الإبداع، فجَاء رَوْضَة ذَات إيناع، وَمَا على الصُّبْح غطاء، وَلَا على الشَّمْس قناع. تعرفُون اتساق الطَّاعَة، وخطبة الْبِلَاد الإفريقية لإمرتكم المطاعة، وَمَا كَانَ من دُخُول أَشْيَاخ الْقَبَائِل الَّذين سميتم فِي دينهَا أَفْوَاجًا، وَأَن دَوَاء السياسة الفارسية أوسع أدوائها علاجا، وملأ الْقُلُوب مِنْهَا بعد الْهم ابتهاجا، وأنكم أعدتم حاجبكم إِلَى سد مَدِينَة بجاية بعد الْقدوم عَلَيْكُم بِمن خلصت نِيَّته من أعيانها، وَمَا اعتمدتم بِهِ تِلْكَ المثابة من إحسانها، وَمَا ضمن وَلِيكُم الشَّيْخ أَبُو يَعْقُوب من إصْلَاح شَأْنهَا، وتمهيد أوطانها، وإطفاء نَار عدوانها.

وَمِنْه: وَإِن تشوفتم إِلَى مَا تزيد فِي هَذِه الْبِلَاد من الْأَخْبَار بِمَا يَقْتَضِيهِ فَضلكُمْ الباهر الْأَنْوَار، فاعلموا أَن صَاحب قشتالة توجه فِي هَذِه الْأَيَّام إِلَى بِلَاد [خوان منوال] الَّتِي هلك صَاحبهَا، والتبست مذاهبها لينْظر فِي مصرف أمرهَا، الَّذِي رجعت إِلَيْهِ، وأحكامها الَّذِي توقفت عَلَيْهِ، بعد أَن صَالح القند أَخَاهُ، الَّذِي كَانَ لَهُ حَربًا، وَعَلِيهِ ألبا، وَوجه إِلَيْنَا رَسُوله، يعرفنا بعزمه إِلَى منازلة حصن بلَى الْمُخَالف لطاعته، الْخَارِج عَن حكم جماعته، وَطلب منا مدَدا كثيرا من الرُّمَاة وَالرِّجَال، وإعانة على الْقِتَال. فراجعناه بأننا إِنَّمَا نقف فِي المدد عِنْدَمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015