فَارس هَذَا الْملك لما ذكركُمْ لنظم منتشر السلك، فصدقت السمة ونجح الفال. فمهما رمتم غَرضا أَصَابَته شاكلة النبال، وَمهما أثرتم عزما رجفت الجيال، وَمهما أردتم رَأيا نجحت بعده الْأَعْمَال، وَمهما خطبتم عناية الله تسنت مِنْهَا الآمال، وَمهما رمتم وجهة، صحب ركابكم الْيمن والإقبال. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، وَنبيه الَّذِي ختم بِهِ النَّبِيُّونَ والإرسال، الملجأ الَّذِي لَهُ الأفياء الوارفة الظلال، والمورد الَّذِي هُوَ العذب الزلَال، نور الله الَّذِي لَا يُفَارِقهُ التَّمام حسب وعده والكمال، وآيته الَّتِي لَا يلْحقهَا الدُّثُور وَلَا الاضمحلال، الْهَادِي إِلَى الْحق وَقد ارتبك الظلام واشتبك الضلال، صَاحب الْمقَام الْمَحْمُود إِذا اشْتَدَّ الظمأ وعظمت الْأَهْوَال، والشفاعة المذخورة إِذا شهِدت الْجَوَارِح وحقق الْحساب ودقق السُّؤَال. وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه وأنصاره وإشاعه وَأَتْبَاعه وَالصَّحَابَة والآل، سيوف جلاده إِذا اشْتَدَّ النزال، وَالسّنة جداله إِذا انحمى فِي الدّين الْحجَّاج وتعوطى الْجِدَال، والنجوم الزاهرة من بعده فِي سما دينه الَّتِي سمت مِنْهَا الْخلال. فبهم عرف الْحَرَام والحلال، ووضحت الْمَقَاصِد وَزَالَ الْإِشْكَال. وَالدُّعَاء لمقامكم الْأَعْلَى بالصنع الَّذِي رحب مِنْهُ المجال، والنصر الَّذِي زَان مِنْهُ الْجمال، والعز الَّذِي لَا يرومه الْمقَال، والسعد الَّذِي تساعده الْمطَالع والمواضع والاجتماع والاستقبال، وَلَا زَالَ ملككم يمْضِي مِنْهُ فِي أَعدَاء دين الله النصال، وتخدمه الْبكر وَالْآصَال، ويتجدد بَينه وَبَين عناية الله الِاتِّصَال. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم فتوحا منظومة، ومنوحا بالمزيد موسومة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015