[من كَانَ بهَا] من الفرسان وَالرِّجَال قسرا، وَإِن تِلْكَ الْجِهَات الَّتِي تخالفكم قد اضْطَرَبَتْ [وَعَن هَيْبَة] مقامكم أعربت، وأنكم على قدم الْحَرَكَة الَّتِي جعلتم فِيهَا التَّوَكُّل على الله دَلِيلا [والاستعانة بِهِ وليا] وقبيلا، وَكَانَ بكم، وَقد سلك الله بكم من الظُّهُور واليمن البادي السفور سَبِيلا، فارتحنا لهَذَا النبأ، الَّذِي شفا منا غليلا، وسجب على آمالنا الضاحية ظلا ظليلا، فَجَمِيع مَا ينالكم من عناية الله وتأييده سهمنا فِيهِ الْمُعَلَّى والرقيب، وَلنَا فِيهِ الْحَظ الوافر والنصيب، فأعمالكم فِي هَذِه الأقطار الغريبة لَا تخيب، وَلَا يضيعها الشَّاهِد الرَّقِيب. وخاطبناكم فِي كتَابنَا هَذَا نشكر فِي التَّعْرِيف فضل مجدكم، وَنَحْمَد الله على مَا كيفه من سعدكم، ونسله أَن يبلغكم من عنايته تَمام قصدكم، ونقرر لديكم مَا عندنَا من التَّشَيُّع الَّذِي موارده على كدر الزَّمَان صَافِيَة، وسجيته على تقلبات الْأَحْوَال ثَابِتَة وافية، ومعرفتكم بِمَا تقرر لدينا من ذَلِك عَن تَقْرِيره بِحَمْد الله كَافِيَة. وَإِن ذهب مقامكم حرس الله أكناف جَلَاله، إِلَى مَا يخص هَذَا الْقطر من أَحْوَاله، فَإِن سُلْطَان قشتالة أَصَابَهُ مرض، أفْضى بِهِ إِلَى زمانة مقعدة [وَوَقعت بَينه وَبَين الزعماء القرمانيين وَحْشَة مبرقة مرعدة، أشعلوها ببلادهم، وكشفوا وَجه عنادهم، وسلطان برجلونة يرليان آخر نواحيه. يستدعى قومه إِلَى المفاضة [فِي وَحْشَة وَقعت بَينه وَبَين أَخِيه] وَأهل هَذِه الْبِلَاد المنقطعة، قد أنسوا بوحشة عدوهم، وشاموا بارقة الْأَمْن فِي رَوَاحهمْ وغدوهم، ويرجى أَن يكمل الله سرورهم، ويشرح صُدُورهمْ، بِمَا يتَّصل بهم من وفور نعم الله لديكم، وتوالي غمائم السَّعَادَة عَلَيْكُم. وجهة الغرب لَيْسَ عندنَا فِيهَا زِيَادَة على مَا وصفتهم، وَمَا حدث بِبَعْض جباله من الْحَال الَّتِي تعرفتم، وَمَا أشرتم بِهِ فِي قَضِيَّة من بألمرية حرسها الله من خدامكم، فَلم يمنعهُم من اللحاق بمقامكم إِلَّا مَا يحذر من غائلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015