الْآفَاق منثورا. وَقد أسلفتم فِي هَذِه الأقطار الغريبة مَا يسطع نورا، وَرفع للفخر لِوَاء منثورا، عرفكم الله عزا وظهورا، وَجعل رَأْيكُمْ مَأْمُونا وعلمكم منصورا. وَإِلَى هَذَا أدام الله سعدكم، وحرس مجدكم، فإننا فِي جَمِيع هَذِه الْأُمُور الَّتِي تعاقبت فِيهَا ألوان الزَّمَان وصروفه، وتنكر فِيهَا معروفه، نطوى الصُّدُور على المضض الْأَلِيم، ونرز الْجُيُوب من مساعيكم على مَا يُعلمهُ السَّمِيع الْعَلِيم، ونمدكم من الدُّعَاء بمدد عَظِيم، ونجعل شغل بالنا بِمَا أهمكم هجير الْيَوْم الشامس، وسمير اللَّيْل البهيم. وَلَو استطعنا لأطلعنا عَلَيْكُم ثَمَرَة الِاعْتِقَاد السَّلِيم، والعهد الْكَرِيم، وَمَا غفلنا عَن حث الْكتاب على بعد الشقة، ونزوح الركاب، وعادية الْعَدو وغائلة الْعباب، وَالِاسْتِنْشَاق لنسيم يهب من ذَلِك الجناب، فَتَارَة نتعلل بعليل الْأَخْبَار، ونشم فِي ليل الْخطب بارقة الاستبشار، وَتارَة نطوى الْقُلُوب على أحر من الْجَمْر، ونفوض الْأُمُور إِلَى من بِيَدِهِ ملاك الْخلق وَالْأَمر، وأملنا قوي فِيمَا عودكم الله من الْيُسْر [بعد الْعسر] . ووعد من ينصر دينه من مواعد النَّصْر، إِلَى أَن وصلنا كتابكُمْ الَّذِي هُوَ عندنَا الْوَافِد الْكَرِيم الْوِفَادَة، الْعَظِيم الإفادة على يَدي التَّاجِر النَّصْرَانِي فلَان أكْرمه الله بتقواه فجددنا الْعَهْد بمخاطبتكم الَّتِي فِيهَا لأمراض الْقُلُوب شفا، ولسهر الجفون غفا، عرفتمونا فِيهِ بِمَا سناه الله لكم من الْفضل الْكَبِير، وَأَنه سُبْحَانَهُ يفتح لكم الْأَبْوَاب الَّتِي أبهمت، وَيحل بسعدكم العرى الَّتِي أحكمت، ويصل لكم الْأَسْبَاب الَّتِي فَصمت، وَأَن جيشكم الْمَنْصُور، افْتتح الْمَدِينَة عنْوَة وقهرا وَاسْتولى على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015