الْإِخْلَاص محكمَة. ولدينا من السرُور بِمَا سناه الله لكم من أَسبَاب الظُّهُور الَّذِي حلله معلمة، وحججه الْبَالِغَة مسلمة، مَا لَا تفي الْعبارَة بِبَعْض حُقُوقه الملتزمة. وَإِلَى هَذَا أيد الله سلطانكم، [وسنى أوطاركم، ومهد أقطاركم] ، فإننا ورد على بابنا فلَان وصل الله كرامته، وسنى سَلَامَته صادرا عَن جهتكم الرفيعة الْجَانِب، السامية الْمَرَاتِب، طلق اللِّسَان بالثنا بِمَا خصكم الله بِهِ من فضل الشَّمَائِل، وكرم الْمذَاهب، مُحدثا عَن بَحر مكارمكم بالعجائب، فَحَضَرَ بَين يدينا. ملقيا مَا شَاهده من ازديان الْمشَاهد بِتِلْكَ الإيالة، واستبشار الْمعَاهد بِعُود ذَلِك الْملك الرفيع الْجَلالَة، الشهير الْأَصَالَة، وَوصل صحبته مَا حملتم جفْنه من الطَّعَام إغاثة لهَذِهِ الْبِلَاد الأندلسية، والأمداد الَّتِي افتتحتم بِهِ ديوَان أَعمالكُم السّنيَّة، وأعربتم عَمَّا لكم فِي سَبِيل الله من إخلاص النِّيَّة. وَأخْبر أَن ذَلِك إِنَّمَا هُوَ رشة من غمام وطليعة من جَيش لهام، ورفد من عدد، وَبَعض من مدد، وَإِن عزائمكم فِي الْإِعَانَة والإمداد على أَولهَا، ومكارمكم تنسى الْمَاضِي بمستقبلها، فأثنينا على قصدكم الَّذِي لله أخلصتموه، وَهَذَا الْعَمَل الْبر [الَّذِي] خصصتموه، وَقُلْنَا لَا يُنكر الْفضل على أَهله، وَهَذَا بر صدر عَن مَحَله، فَلَيْسَتْ إِعَانَة هَذِه الْبِلَاد الجهادية ببدع من مَكَارِم جنابكم الرفيع، وَالْإِشَارَة فِيمَا أسدى على الْأَيَّام من حسن الصَّنِيع. فقد علم الشَّاهِد وَالْغَائِب، وَلَو سكتوا، أثنت عَلَيْك الحقائب، مَا تقدم لسلفكم [فِي هَذِه الْبِلَاد] من الإرفاق والإرفاد، وَالْأَخْذ بالحظ الموفور من المدافعة وَالْجهَاد، وَأَنْتُم أولى من جدد عهود قومه، وَكَانَ غداه فِي الْفَخر أكبر من يَوْمه. وَقد ظهر لله فِي جبر [تِلْكَ] الإيالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015