وأطلع مِنْهُ فِي سما قومه شهابا. وصفينا الَّذِي نسهب القَوْل فِي شكر جَلَاله وَوصف خلاله إسهابا. السُّلْطَان الكذا أبي سعيد عُثْمَان ابْن الْأَمِير أبي زيد ابْن الْأَمِير أبي زَكَرِيَّا ابْن السُّلْطَان أبي يحى يغمراسن بن زيان، أبقاه الله للدولة الزيانية، يزن بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة أجيادها، وَيملك بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان قيادها، وَيجْرِي فِي ميدان الندى، والبأس، وَوضع الْعرف بَين الله وَالنَّاس جيادها. سَلام كريم، كَمَا زحفت للصباح شهب المواكب، وتفحت على نهر المجرة أزهار الْكَوَاكِب، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
أما بعد حمد الله جَامع الشمل بعد انصداعه وشتاته، وواصل الْحَبل بعد انْقِطَاعه، وانبتاته، سُبْحَانَهُ لَا مبدل لكلماته، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، الصادع بآياته الْمُؤَيد ببيناته، الَّذِي اصطفاه لحمل الْأَمَانَة الْكُبْرَى، وحياه بِالْقدرِ الرفيع وَالْمحل الْأَسْنَى، وَالله يعلم حَيْثُ يَجْعَل رسالاته. وَالرِّضَا عَن آله وأنصاره وَحزبه وحماته، المتواصلين فِي ذَات الله وذاته، القائمين بنصر دينه وقهر عداته. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم سَعْدا ثَابت الْأَركان، وَعزا سامي الْمَكَان، ومجدا وثيق الْبُنيان، وصنعا كريم الْأَثر والعيان. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، والثقة بِاللَّه سُبْحَانَهُ أَسبَابهَا وَثِيقَة، وأنسابها عتيقة، والتوكل عَلَيْهِ لَا تَلْتَبِس من مذاهبه طَريقَة، وَلَا تختلط مِنْهُ بالمجاز حَقِيقَة. وَعِنْدنَا فِي الِاعْتِدَاد بكم فِي الله عُقُود مبرمة، وآي فِي كتاب