من عنصر الْإِمْدَاد، وإعانة وصلت من مَكَان الْإِعَانَة والإرفاد، والمعاضدة فِي سَبِيل الْجِهَاد، وماجد سلك سَبِيل سلفه الأمجاد، فَوَجَبَ علينا أَن نبعث إِلَيْكُم هَذَا الْكتاب، نشكر بِهِ مَا كَانَ من أفضالكم، ونشير بالثنا على كمالكم وباهر خلالكم، ونستطلع مَا يسر إِن شَاءَ الله من متزيدات أحوالكم، عملا على شاكلة الود الْكَرِيم، والاعتقاد السَّلِيم، والرعى لما سلف بَين قَومنَا وقومكم، من الذمام الْقَدِيم. وَلم يتزيد عندنَا مَا نطالع بِهِ مقامكم الرفيع لما نعلمهُ من تشوفكم لأحوال الْمُسلمين بِهَذَا الْقطر، دَافع الله عَن أَهله، وَحَملهمْ على أنهج طرق السداد وأقوم سبله. إِلَّا أننا عَقدنَا فِي هَذِه الْأَيَّام الفارطة السّلم مَعَ سُلْطَان قشتالة وأحكمناها، وجددنا شُرُوطهَا ورسمناها، وَتمّ المُرَاد من ذَلِك بنيتكم الَّتِي مِنْهَا يلْتَمس، وَمن بركتها يقتبس، وَالنَّاس وَالْحَمْد لله قد شملهم التَّمْهِيد، وتشاور فِي الْأَمر مِنْهُم الْقَرِيب والبعيد. وَالله سُبْحَانَهُ الْمُسْتَعَان فِي جَمِيع الْأَحْوَال، والمرجو لصلة النوال. هَذَا مَا تزيد عندنَا طالعنا بِهِ مقامكم، وبادرنا بِهِ أعلامكم، فعرفونا بِمَا يتزيد ليدكم، ويتجدد من فضل الله عَلَيْكُم، لنسر بوارده، ونتأنس بوافده، [وَالله سُبْحَانَهُ يصل سعدكم ويحرس مجدكم] ، وَالسَّلَام الْكَرِيم عَلَيْكُم كثيرا أثيرا وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، وَكتب فِي كَذَا من التَّارِيخ عرف الله خَيره.

وكتبت أَيْضا جَوَابا عَن هَدِيَّة بعث بهَا الْمَذْكُور

الْمقَام الَّذِي تَجَدَّدَتْ بسعادته دولة أسلافه، وَاتفقَ بهَا قَوْلهَا بعد اختلافه، وَعَاد العقد إِلَى انتظامه، والشمل إِلَى ائتلافه، مقَام ولينا فِي الله، الَّذِي هيأ الله لَهُ من جميل صنعه أسبابا، وَفتح بِهِ من مُبْهَم السعد أبوابا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015