رسله، الْمفضل بعلو مَكَانَهُ ورفعة مَحَله، ملْجأ الْخلق يَوْم لَا ظلّ غير وارف ظله، الَّذِي هدَانَا إِلَى سلوك الْحق، وَاتِّبَاع سبله، وأمدنا بالمؤاخاه فِي ذَاته ابْتِغَاء مرضاته وَمن أَجله، وَالرِّضَا عَن آله وصحابته وقرابته وَأَهله، المثابرين على اتِّبَاع سنته فِي قَوْله وَفعله. وَالدُّعَاء لمقام أخوتكم الفضلى بتأييده، وَنَصره فِي سَبِيل الله ومضاء نصله، واستيلائه من ميدان السعد على قصب خصله. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم سَعْدا باسما باسقا، وَعزا متناسبا متناسقا، وصنعا جميلا رائقا، وتوفيقا من لَدنه مُوَافقا. من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله، وَلَا زَائِد بِفضل الله جلّ جَلَاله، ثمَّ بِمَا عندنَا من جميل الِاعْتِقَاد فِي مقامكم الرفيع، الَّذِي تسنت من فضل الله آماله، وَسعد حَاله ومآله، إِلَّا النعم الواكفة، والصنايع المترادفة، وَالْحَمْد لله كثيرا كَمَا هُوَ أَهله، فَلَا فضل إِلَّا فَضله. وَعِنْدنَا لأخوتكم الْكَرِيمَة تشيع وَاضِحَة مذاهبه، ووداد كريم شَاهده وغايبه، وإخلاص أشرقت فِي سما الصَّفَا كواكبه، وَلم لَا وودادكم، قد أحكم السّلف الْمُبَارك [رَضِي الله عَنهُ] معاقده، وأوضح فِي مرضاة الله موارده، وَأقَام على التعاون فِي سَبِيل الله سُبْحَانَهُ قَوَاعِده، فَهُوَ بتأكد وعَلى مر الْأَيَّام يَتَجَدَّد. وَإِلَى هَذَا وصل الله سعدكم، وحرس مجدكم، فَلَو استطعنا، لَا تمر سَاعَة إِلَّا عَن مُكَاتبَة، بَيْننَا وَبَيْنكُم تَتَرَدَّد، وذمام كريم يتَأَكَّد، اغتباطا بولائكم، وارتباطا إِلَى مصافاة علائكم، وَفِي هَذِه الْأَيَّام وصلنا كتابكُمْ صُحْبَة الْخَيل الَّذِي تفضلتم بإهدائها، وسلكتم بهَا سبل الْمُلُوك مَعَ أودائها، فكرم عندنَا موقع ودكم، ووصلنا الثنا على أَصَالَة مجدكم، وَقُلْنَا فضل صدر عَن مَحَله، وبر جَاءَ من أَهله، وإمداد أَتَى