تنظم عقودا وشذورا، والرياح تحمل مسكا منثورا، ورقاق الْهِنْد تحدوا قطار مسطورا، [وروضة الْحسن تحي بالنفوس اللطيفة دوحا ممطورا] واستصحب من المَال الَّذِي يُقيم الأود، ويوضح الْمُسْتَند، والهدنة الَّتِي حازت من ميدان الْفضل الأمد [وأوصل من المواعد] تتحمل المون العويصة، واجتناء الآمال الحريصة، مَا نقلته الدَّوَابّ [من] الْأَسْبَاب، ووضحت من الثِّقَة بإنجازه الْغرَر والشيات، وَمَا لَا يُنكر على تِلْكَ الشيم، وَلَا يستغرب فِي مواقع تِلْكَ الديم، فالعمايم شَأْنهَا أَن تهمي هباتها، وَالشَّمْس عَادَتهَا أَن تعم إفادتها. فَقُلْنَا الْحَمد لله الَّذِي شرفنا بِهَذِهِ الْأُبُوَّة، وَذخر لنا زمانها، وَعطف علينا هَذِه السرحة الْكَرِيمَة، نستظل ظلالها، وتتجع أفنانها، وَشرح لنا هَذِه المثابة الَّتِي رفع شَأْنهَا، وَلم نكد نشابه شط هَذَا الْبَحْر الَّذِي عبره، ونستوفي شرح مَا خَبره إِلَّا وتلاحقت مراكب الطعمة، وبواكر مَا يعم الْمُسلمين من النِّعْمَة، فأنتج الْمُتَقَدّم والتالي، مَطْلُوب الْقبُول، وأفصح لِسَان الْحَال ولسان الْمقَال بِالنّسَبِ الْمَوْصُول، وزادت [وَالْحَمْد لله] فنون الْفُرُوع وَالْأُصُول، وَصَحَّ عَن ابْن الْخَطِيب حمل ذَلِك الْمَحْصُول، وَإِنَّا وَإِن عجزنا عَن المجازاة، وتبينت الْحَقَائِق من المجازاة، لنشمر فِي التشييع، وَالْحب [عَن ساعد] لَا يطاول بحول الله وَلَا يظْهر، ويجول فِي الثَّنَاء على جواد هُوَ الأسبق الْأَشْهر، ونعلم فِي مجَال الشُّكْر بسيمة لَا تَلْتَبِس وَلَا تنكر، ونلتزم من الْأُبُوَّة الَّتِي أوجبهَا