خاطبنا بِهِ أبوتكم مَعَ رَسُولنَا إِلَيْكُم كَاتب سرنا [ووزير أمرنَا] الكذا الكذا [أَبَا عبد الله بن الْخَطِيب] وصل الله عزته، [ووالى رفعته] ، متضمنا من الْهِدَايَة الَّتِي تنقاد النُّفُوس بزمامها وتجبرها على الرِّضَا بالمقادير وأحكامها، والحظوظ وأقسامها، والآجال وبلوغ أَيَّامهَا، معزيا عَن فقيدنا الْعَزِيز فَقده، مخمدا من الْحزن الَّذِي اشتعل وقده [دَاعيا إِلَى الصَّبْر الَّذِي ضمن كالي الْأجر نَقده] ، واستقل بَين يَدي ذاكم الْخلق الْجَمِيل عقده، مقررا فِي المساهمة بِمَا يَلِيق بمثلكم مِمَّن يحملهُ عَلَيْهَا الدّين الوثيق، والحسب العريق، والوفا الَّذِي صَحَّ مِنْهُ الطَّرِيق، مهنيا بِمَا سناه الله بنيتكم من وراثة الْملك الَّذِي تأميلكم مدَار أمره، وقبتكم فطنة نَصره، وموالاتكم أنفس ذخره. فاجتنينا من ضروب هَذِه الفضال الحسية والمعنوية ضربا مشورا، واجتلينا من طرس ذَلِك الْخطاب، لِوَاء النَّصْر منشورا، وصدعنا بِهِ فِي الحفل اعتزازا بِهِ وظهورا. وقدحنا مِنْهُ فِي ظلام الْخطب نورا، وشرحنا بِهِ للْمُسلمين صدورا، وأطلعنا من أنبائه، شموسا وبدورا، وأضحكنا بمسرته من هَذِه الثغور القاصية ثغورا، ووقف رَسُولنَا بَين تَقْرِير بصور لمجدكم وتمهيد، وَتَفْسِير لسور فَضلكُمْ وتجويد، وتقسيم لضروب محاسنكم وتعديد، حَتَّى ظننا النُّجُوم