يخفى عَن أعين الْخلق ناصعه، والعز الَّذِي لَا تناجزه الكتايب الْمُشْتَركَة وَلَا تدافعه، وَلَا زَالَت الأقدار الإلآهية توافقه وتطاوعه. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم من فَضله أَسْنَى مَا أثبت الخلفا الكفلا وَكتبه، وَأوجب لكم من جزا الْأَئِمَّة الأوفيا خير مَا أوجبه، وكافأ ملككم الَّذِي تقلد مَذْهَب أهل الْحق وارتكبه، وجدد عَادَة الْفضل، وَوصل سَببه، بِمَا يكافي بِهِ من أخْلص إِلَيْهِ النِّيَّة فِيمَا وهبه، وعضد الرَّعْي الَّذِي وَرثهُ، بالرعي الَّذِي كَسبه، وَولى وَجهه شطر مَا عِنْد الله وَقصر عَلَيْهِ طلبه. من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله، وَنعم الله علينا، ببركة أبوتكم منسحبة ظلالها، وآلاؤه متوال نوالها، نتعرف وُجُوه السَّعَادَة يروق جمَالهَا، ونترجى بنيتكم سبل الْمصَالح، الَّذِي يحمد مآلها، ونستزيد من جميل نظركم مَا تطاوع بِهِ للنفوس آمالها، وَعِنْدنَا من الثَّنَاء على معاليكم أَعْلَام عقدت فِي قنن الأقلام، فخفقت وَظَهَرت، وبضايع طيب خلقت بهَا هبوب الرِّيَاح فذاعت فِي الْآفَاق واشتهرت، وَمن الود الْأَصِيل أصُول تقررت، وحجج تخلصت من شوب الشُّبُهَات وتحررت، ومقاصد طافت بِذكر ذَلِك الْمقَام الأبوي واعتمرت، وضماير أثمرت من صاغيته المنقادة لداعي الْكَرم وَالْحريَّة مَا أثمرت. وَإِلَى هَذَا وصل الله لنا بقايكم، فإننا نؤمل إغضاءكم حَتَّى عَن قُصُور الْأَلْسِنَة من الثَّنَاء على أبوتكم المحسبة المحسنة، فَإِن المدارك إِذا بَعدت غاياتها، عذر طلابها، والكمالات إِذا نَالَتْ من آياتها، رحم خطابها. وَمن للعبارة أَن تدْرك شأو فضل تجَاوز الْعَادة بخرق حجابها، وَيرْفَع عَن طور الْأُمُور المألوفة فتخط ى حِسَابهَا. ونعرفكم بوصول كتابكُمْ الْكَرِيم جَوَابا عَمَّا