أما بعد حمد الله الَّذِي لَا تحصى آلاؤه، وَلَا تعد صنايعه، وَلَا تفْتَقر إِلَى الْمثل المحدودة والرسوم المتلوة بدايعه، قيوم السَّمَوَات وَالْأَرْض، فَلَا يناويه ضد، وَلَا ينازعه، الَّذِي يعلم السِّرّ وأخفى، فَمَا من ضمير إِلَّا وَهُوَ مجتليه وَلَا ندا إِلَّا وَهُوَ سامعه، فَمن توكل عَلَيْهِ، وَأسْندَ الْأَمر إِلَيْهِ. أحسبت بِالْخَيرِ العاجل والآجل مطامعه، وَمن توكل على فَضله، علت مراتبه، وأخصبت مرابعه. وَالشُّكْر لنعمه الباطنه وَالظَّاهِرَة، والمزيد مِنْهَا مقترن بالشكر متتابعه. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، نور الْكَوْن الذى بهر ساطعه، وبرهان النُّبُوَّة الَّذِي فصح المعاندين قاطعه، الَّذِي أنارت بمصباح آيَاته الْبَينَات، مراقب الْهدى ومطالعه، وغمام الرَّحْمَة الَّذِي أغاث الْعباد والبلاد هامعه. فَإِن توقع الْخطب فجاهه دافعه، أَو عظم الذَّنب، فَهُوَ فِي الْقِيَامَة شافعه، وأنموذج الْكَمَال الَّذِي اشْتَمَلت على المكارم أخلاقه وطبايعه، وعنوان أَمر الله، يُبَايع الله من يبايعه، ويشايع الْحق الْمُبين من يشايعه. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه الَّذين أُقِيمَت بهم من بعده شعائره وشرايعه، وحفظت رسوم دينه فروعيت مَصَالِحه، وسدت ذرايعه، فضفت بِالْبرِّ وَالتَّقوى مدارعه، وأثمرت استقامة الْأَحْوَال ونجاح الْأَعْمَال مزارعه، وشقى بهم عاصيه وَسعد طايعه، وتأرج عَن رياض الْحق نسيم ثنايهم الْجَمِيل فنم ذايعه، وَالدُّعَاء لمقام أبوتكم بالصنع الإلآهي، الَّذِي يشْهد بالعناية الأزلية رايقه ورايعه، والنصر الَّذِي يتجلى [فِي منصات المنابر فتكاته بالْكفْر وَوَقَائعه. والسعد الَّذِي يتجلى] تجلى الصَّباح الطلق، فَلَا