أَنْتِ الَّتِي غَرَّقْتِنِي ... بَعْدَ الْقَضَا لَوْ تَعْلَمِينَا
فَأَرَادَ الْمَلاحُونَ أَنْ يَطْرَحُوا أَنْفُسَهُمْ خَلْفَهُمَا فَصَاحَ بِهِمْ مُحَمَّدٌ دَعُوهُمَا يَغْرَقَا إِلَى لَعْنَةِ اللَّهِ
قَالَ فَرَأَيْتُهُمَا قَدْ خَرَجَا مِنَ الْمَاءِ مُعْتَنِقَيْنِ ثُمَّ غَرِقَا
بَلَغَنِي عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُعَمَّرٍ الْعُذْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَقَالَ يَا جَمِيلُ حَدَّثَنِي بِبَعْضِ أَحَادِيثِ بَنِي عُذْرَةَ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُمْ أَصْحَابُ أَدَبٍ وَغَزَلٍ
فَقُلْتُ نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ انْتَجَعُوا عَنْ حَيِّهِمْ مَرَّةً فَوَجَدُوا النَّجْعَةَ بِمَوْضِعٍ نَازِحٍ فَقَطَنُوهُ فَخَرَجْتُ أُرِيدُهُمْ فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ غَلَطِتُ الطَّرِيقَ وَجَنَّ عَلَيَّ اللَّيْلُ وَلاحَ لِي بَابٌ فَقَصَدْتُهُ حَتَّى وَرِدْتُ عَلَى رَاعٍ فِي أَصْلِ جَبَلٍ قَدْ أَلْجَأَ غَنَمَهُ إِلَى كَهْفٍ فِي الْجَبَلِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلامَ وَقَالَ أَحْسَبُكَ قَدْ ضَلَلْتَ الطَّرِيقَ قُلْتُ قَدْ كَانَ ذَلِكَ فَأَرْشِدْنِي قَالَ بَلِ انْزِلْ حَتَّى تُرِيحَ ظَهْرَكَ وَتَبِيتَ لَيْلَتَكَ فَإِذَا أَصْبَحْتَ وَقَفْتُكَ عَلَى الْقَصْدِ
فَنَزَلْتُ فَرَحَّبَ بِي وَأَكْرَمَنِي وَعَمَدَ إِلَى شَاةٍ فَذَبَحَهَا وَأَجَّجَ نَارًا وَجَعَلَ يَشْوِي وَيُلْقِي بَيْنَ يَدَيَ وَيُحَدِّثُنِي فِي خِلالِ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ إِلَى كِسَاءٍ كَانَ مَعَهُ فَقَطَعَ بِهِ جَانِبَ الْخِبَاءِ وَمَهَّدَ لِي جَانِبًا وَتَرَكَ جَانِبًا خَالِيًا
فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلِ سَمِعْتُهُ يَبْكِي وَيَشْكُوا إِلَى شَخْصٍ كَانَ مَعَهُ فَأَرَّقْتُ لَيْلَتِي فَلَمَّا أَصْبَحْتُ طَلَبْتُ الإِذْنَ فَأَبَى وَقَالَ الضِّيَافَةُ ثَلاثٌ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ وَسَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِهِ وَنَسَبِهِ وَحَالِهِ فَانْتَسَبَ لِي فَإِذَا هُوَ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ فَقُلْتُ يَا هَذَا وَمَا الَّذِي أَحَلَّكَ هَذَا الْمَوْضِعَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يَهْوَى ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ وَتَهْوَاهُ وَأَنَّهُ خَطَبَهَا إِلَى أَبِيهَا فَأَبَى أَنْ يُزَوِّجَهُ مِنْهَا لِقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ وَأَنَّهُ زَوَّجَهَا رَجُلا مِنْ بَنِي