نُطْفَةٌ بِالأَمْسِ وَجِيفَةٌ غَدًا فَإِنْ كُنْتَ لَا تَرْضَى بِهَذَا فَسَتُرَدُّ وَتَعْلَمُ وَتَنْدَمُ فِي وَقْتٍ لَا يَنْفَعُكَ النَّدَمُ
قَالَ وَبَكَى أَبُو يُوسُفَ وَبَكَى الرَّجُلُ وَبَكِيتُ لِبُكَائِهِمَا وَوَقَعَا مَغْشِيًّا عَلَيْهِمَا وَوَعَظَ أَعْرَابِيٌّ وَلَدَهُ فَقَالَ لَا الدَّهْرُ يَعِظُكَ وَلا الأَيَّامُ تنذرك والساعات تعد عَلَيْك والأنفاس تعد مِنْك وَأحب أمريك إِلَيْك أعودهما بالضر عَلَيْك
وَكتب بعض الْحُكَمَاء إِلَى أَخٍ لَهُ أَمَّا بَعْدُ فَإِن الدُّنْيَا حلم وَالْآخِرَة يقظة والمتوسط بَينهمَا الْمَوْت وَنحن فِي أضغاث أَحْلَام وَالسَّلَام آخَرُونَ آخر الْكتاب وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وصلواته على سيدنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل سمع هَذَا الْكتاب من لَفْظِي سوى جُزْء من أَوله فَإِنَّهُ قَرَأَهُ على فتم لَهُ جَمِيع الْكتاب سَمَاعا صَاحبه الشَّيْخ الْأَجَل السَّيِّد الْعَالم صَلَاح الدّين أَبُو عَليّ الْحسن بن سيف بن الْحسن الشهراباني وَكتب عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْجَوْزِيّ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة حامدا الله ومصليا على رَسُوله مُحَمَّد وَآله الطاهرين
آخر س آخر الْكتاب وَالْحَمْد لله حق حَمده وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وَفرغ من نسخه فِي يَوْم الْجُمُعَة الثَّانِي من شهر الله الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أحسن الله تقضيها وَذَلِكَ بِالْمَدْرَسَةِ الكروسية رحم الله واقفها وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل